للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُعَاوِيَةُ بنُ الجَوْنِ وَأخُوْهُ عَمْرُو بن الجَوْنِ الكنديَّانِ فَقَالَ مُعْقّر بن حمَار فِي ذَلِكَ اليَوْمِ (١):

أمِنْ آلِ شَعْثَاءَ الحُمولُ البَوَاكِرُ ... مَعَ الصُّبْحِ قَدْ زَالَتْ بِهُنَّ الأبَاعِرُ

وَحَلَّتْ سُلَيْمَى فِي هِضابٍ مَنِيْعَةٍ ... فَلَيْسَ عَلَيْهَا يَزْمَ ذَلِكَ قَادِرُ

تُهِيْبُكَ الأسْفَارَ مِن خَشْيَةِ الرَّدَى ... وَكَمْ قَدْ رَأيْنَا مِنْ رَدٍّ لَا يُسَافِرُ

وَخَبَّرَهَا الرُّوَادُ أنْ لَيْسَ بَيْنَهَا ... وَبَيْنَ قُرَى نَجْرَانَ وَالدَّرْب صَافِرُ

* * *

فَألْقَتْ عَصَاهَاَ وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

فَصَبَّحَهَا أمْلَاكُهَا بِكَتِيْبَةٍ ... عَلَيْهَا إِذَا أمْسَتْ مِنَ اللَّهِ نَاظِرُ

مُعَاوِيَةُ بنُ الجوْنِ ذُبْيَانُ حَوْلَهُ ... وَحَسَّانُ فِي جَمْعِ الرَّبَابِ مُكَاثِرُ

وَقَدْ جَمَعَا جَمْعًا كَأَنَّ ذَكَاءَهُ ... جَرَادٌ سَمَا فِي هَفْوَةٍ مُتَطَايِرُ

وَمَرُّوا بِأطْرَارِ البُيُوتِ فَرَدَّهُم ... رِجَالٌ بِأطْرَافِ الرِّمَاحِ مَسَاعِرُ

يُفَرِّجُ عَنَّا كُلَّ ثغْرٍ نَخَافهُ ... جَوَادٌ كَسرْحَانِ الإبَاءَةِ ضَامِرُ

وَكُلُّ طمُوحِ فِي الجرَاءِ كَأنَّهَا ... إِذَا أغْمِسَتْ فِي المَاءِ فتخاءُ كَاسِرُ

لَهَانَا ممن فِي الوَكْرِ قَدْ مَهَدَتْ لَهُ ... كَمَا مَهَدَتْ للبَعْلِ حَسْنَاءُ عَاقِرُ

تَخَافُ نِسَاءً يَحْتَلْنَ حَلِيْلَهَا ... مُجربّةً قَدْ أوْجَعَتْهَا الضَّرَائِرُ

هَوَى زهْدٌ تَحْتَ الغُبَارِ لِحَاجِبٍ ... كَمَا انْقَضَّ أقْنَا ذوجنا حِيْنَ كَاثِرُ

هَمَا بَطَلَانِ يَعْثرَانِ كِلَاهُمَا ... رِيَاش السَّيْفِ وَالسَّيْفُ قَادِرُ

يَنُوءُ وكناز هَدْمٍ وَرَاءَهُ ... وَقَدْ عَلَقَتْ مَا بَيْنَهُنَّ الأَظَافِرُ

وَبَاتُوا لنَا ضَيْفًا وَبِتْنًا بِنِعْمَةٍ ... لنَا مُسْمِعَات بَالدُّفُوفِ وَزَامِرُ

وَلَمْ نُقْرِهِمْ شَيْئًا وَلَكِنْ قصرهم ... صَبُوحٌ لَدَيْنَا مَطْلَعَ الشَّمْسِ حَازِرُ

كَأَنَّ نَعَامَ الدَّوِّ بَماضَ عَلَيْهُم ... وَأعْيُنهُم تَحْتَ الحَدِيْدِ جَوَاحِرُ

ضَرَبْنَا حَبِيْكَ البيضِ فِي غَمْرِ لَجَّةٍ ... وَلَمْ يَنْجُ فِي اليَامين مِنْهُم مُفَاخِرُ


(١) الأبيات في العقد الفريد: ٦/ ١١٢ - ١١٣ منسوبة إلى معقر البارقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>