الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«رأيت كأني أسقي غنمًا سودًا إذ خالطها غنم عفر إذ جاء أبو بكر فنزع ذنوبًا أو ذنوبين وفيه ضعف ويغفر الله له إذ جاء عمر فأخذ الدلو فاستحالت غربًا فأروى الناس وصدر الشاء فلم أر عبقريًا يفري فريَ عمر»، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فأوّلت أن الغنم السود العرب وأن العفر إخوانكم من هذه الأعاجم» رواه البيهقي في "دلائل النبوة".
ومن الرؤيا التي رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوَّلّها رؤياه في الكذابين مسيلمة والعنسي، وقد جاء في هذه الرؤيا عدة أحاديث. أحدها: عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثابت بن قيس بن شماس – وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطعة جريد – حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال:«لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني» ثم انصرف عنه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنك أرى الذي أريت فيه ما أريت» فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إليّ في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأوّلتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة». رواه البخاري ومسلم. وروى الترمذي منه رواية ابن عباس عن أبي هريرة وقال: هذا حديث صحيح حسن غريب.
الحديث الثاني: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة فنزل في دار بنت الحارث. وكانت تحته بنت الحارث بن كُرَيْز – وهي أم عبد الله بن عامر – فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثابت بن قيس بن شماس – وهو الذي يقال له خطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضيب فوقف عليه فكلمه فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ثم جعلته لنا بعدك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه وإني لأراك الذي أُرِيْتُ فيه ما أُرِيْتُ وهذا ثابت بن قيس سيجيبك