قلت: قد وقع تأويل رؤيا الموبذان في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم حين غزى المسلمون بلاد الفرس وقطعوا دجلة إليهم وانتشروا في بلادهم يقتلون مقاتلتهم ويسبون نساءهم وأطفالهم حتى أثخنوهم وانتزعوا الملك والممالك منهم ومزقوهم كل ممزق، وكان معظم ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه، وقد دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمزقوا كل ممزق، وذلك حين بلغه أن كسرى مزّق كتابه الذي بعثه إليه يدعوه فيه إلى الإسلام. روى ذلك الإمام أحمد والبخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وروى ابن سعد في "الطبقات" عن عبد الله بن حذافة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه أن كسرى مزّق كتابه قال: «اللهم مزّق ملكه» وقد استجاب الله دعاء رسوله - صلى الله عليه وسلم - فمزّق ملك كسرى كل ممزّق ولم تقم لهم دولة بعد ذلك.