بألف من أمته وفي آخر الحديث أن أمه - صلى الله عليه وسلم - قالت:«إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام». قال الهيثمي: إسناده حسن.
ومنها ما رواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسترضعًا في بني سعد بن بكر فقالت أمه آمنة لمرضعته: انظري ابني هذا فسلي عنه فإني رأيت كأنه خرج مني شهاب أضاءت له الأرض كلها حتى رأيت قصور الشام.
ومن أحلام الأكابر أيضًا رؤيا الموبذان (١) أن إبلاً صعابًا تقود خيلا عرابًا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلاد فارس. وقد روى القصة في ذلك ابن جرير في "تاريخه" وأبو نعيم في "دلائل النبوة" والبيهقي في "دلائل النبوة" عن مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه – وأتت عليه مائة وخمسون سنة – قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلاً صعابًا تقود خيلاً عرابًا وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فلما أصبح كسرى أفزعه ما رأى فصبر تشجعًا، ثم رأى لا يكتم ذلك عن وزرائه ومرازبته فلبس تاجه وقعد على سريره وجمعهم إليه فلما اجتمعوا إليه أخبرهم بالذي بعث إليهم فيه ودعاهم، فبينا هم كذلك إذ ورد عليه كتاب بخمود النار فازداد غمًا إلى غمّه، فقال الموبذان: وأنا أصلح الله الملك، قد رأيت في هذه الليلة – وقص عليه الرؤيا في الإبل – فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان – وكان أعلمهم عند نفسه بذلك – فقال: حادث يكون من عند العرب، فكتب عند ذلك: من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر، أما بعد فوجه إليّ رجلاً عالمًا بما أريد أن أسأله عنه، فوجّه إليه عبد المسيح بن عمرو بن حبان بن بقيلة الغساني فلما قدم عليه قال له: أعندك علم بما أريد أن أسألك عنه؟ قال: ليخبرني الملك فإن كان عندي منه
(١) الموبذان بضم الميم وفتح الباء. قال السهيلي: معناه القاضي أو المفتي بلغتهم. وقال ابن منظور في "لسان العرب": الموبذان للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين، والموبذ القاضي، وقال صاحب القاموس: الموبذان فقيه الفرس وحاكم المجوس.