للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلم عكرمة بن أبي جهل وكان ذلك تصديق رؤياه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه. وقد رواه عبد الرزاق عن الزهري مرسلاً بنحوه.

فصل

في ذكر ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه ولم يخبر بتأويله

فمن ذلك رؤياه في النزع من القليب وقد جاء ذلك في حديثين. أحدهما: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعفه، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربًا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريًا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وابن حبان ...

الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبًا أو ذنوبين نزعًا ضعيفًا، والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربًا فلم أر عبقريًا يفري فَريه حتى روي الناس وضربوا بعطن» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن أبي شيبة، وقال الترمذي: صحيح غريب ...

قال الخباري: قال وهب – أي ابن جرير أحد الرواة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما -: العطن مبرك الإبل، يقول: حتى رويت الإبل فأناخت. انتهى. وأما العبقري فهو الرجل القوي. قال الجوهري: قالوا هذا عبقري قوم للرجل القوي. وفي الحديث: «فلم أر عبقريًا يفري فَريه»، وقال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث": عبقري القوم سيدهم وكبيرهم وقويهم. والأصل في العبقري فيما قيل أن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله ويدق أو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إليها فقالوا عبقري، ثم اتسع فيه حتى سمي به السيد الكبير. انتهى.

<<  <   >  >>