للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: ١٠١]. والمراد بتأويل الأحاديث تعبير الرؤيا قاله غير واحد من المفسرين. وقال القرطبي: أجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا، قال البغوي: وسمي تأويلاً لأنه يئول أمره إلى ما رأى في منامه، وبنحو هذا قال ابن الجوزي. وقال القرطبي: عَنَى بالأحاديث ما يراه الناس في المنام وهي معجزة له فإنه لم يلحقه فيها خطأ. وكان يوسف عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بتأويلها، وكان نبينا - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك، وكان الصديق رضي الله عنه من أعبر الناس لها، وحصل لابن سيرين فيها التقدم العظيم والطبع والإحسان، ونحوه أو قريب منه كان سعيد بن المسيب فيما ذكروا. انتهى.

فصل

وممن اشتهر بتعبير الرؤيا وكان من الراسخين في هذا العلم أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة المقدسي النابلسي شهاب الدين أو العباس – المعروف بالشهاب العابر – وكان في المائة السابعة من الهجرة، وقد سمع منه خلق من الحفاظ ومنهم المزي والبرزالي والذهبي وابن القيم وحدث عنه غير واحد. وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في "الذيل على طبقات الحنابلة" وقال: إنه برع في معرفة تعبير الرؤيا وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه ولم يدرك شأوه، وكان الناس يتحيرون منه إذا عبر الرؤيا لما يخبر الرائي بأمور جرت له وربما أخبره باسمه وبلده ومنزله ويكون من بلد ناءٍ، وله في ذلك حكايات كثيرة غريبة مشهورة، وهي من أعجب العجب. وله مصنف في هذا العلم سماه "النور المنير". انتهى. وقال ابن كثير في ترجمته في "البداية والنهاية": كان عجبًا في تفسير المنامات وله فيه اليد الطولى، وله تصنيف فيه ليس كالذي يؤثر عنه من الغرائب والعجائب. انتهى.

وقال ابن القيم في "زاد المعاد" في الفصل الذي ذكر فيه وفد بني حنيفة: أنبأني أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم بن عبد المنعم بن نعمة بن

<<  <   >  >>