تبكي وقالت: ما لي حين عرضت عليك رؤياي فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي فقال لها:«ما لها يا عائشة؟» فأخبرته وما تأوّلت لها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَهْ يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت ولدًا فاجرًا، رواه الدارمي وفي إسناده ابن إسحاق وقد عنعن وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "فتح الباري" في الكلام على «باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب» وقال: سنده حسن، وذكر أيضًا نحوه من مرسل عطاء بن أبي رباح عند سعيد بن منصور.
فصل
في ذكر ما أَوَّلَه أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أنواع الرؤيا
فمن ذلك ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ثم وصل له فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعنّي فلأعبرنّها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اعبرها»، قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به. فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا»، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني ما الذي أخطأت؟ قال:«لا تقسم» رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن أبي شيبة والدارمي وغيرهم. وقال