الدارمي بإسناد رجاله رجال الصحيح ولفظه قال: رأيت في المنام كأن شمسًا أو قمرًا في الأرض ترفع إلى السماء بأشطان شداد فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«ذاك ابن أخيك» يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه.
ومن المنامات التي أَوَّلَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤيا أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وعنها أن في بيتها عضوًا من أعضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جاء ذلك من ثلاثة طرق عنها رضي الله عنها. أحدها: ما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل رضي الله عنها قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني رأيت في منامي في بيتي أو حجرتي عضوًا من أعضائك، قال:«تلد فاطمة إن شاء الله غلامًا فتكفلينه»، فولدت فاطمة حسنًا فدفعته إليها فأرضعته بلبن قُثَم، الحديث وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد جاء في آخره:«إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام».
الطريق الثاني: عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل رضي الله عنها قالت: رأيت كأن بي بيتي عضوًا من أعضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فجزعت من ذلك فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال:«خيرًا تلد فاطمة غلامًا فتكفلينه بلبن ابنك قُثَم»، قالت: فولدت حسنًا فأعطيته فأرضعته حتى تحرك أو فطمته، الحديث رواه الإمام أحمد وابن ماجه والطبراني في "الكبير" ورجاله كلهم ثقات. وقد جاء في آخره عند أحمد والطبراني:«إنما يغسل بول الجارية وينصح بول الغلام» وقد قيل: إنه فيه انقطاعًا بين قابوس بن المخارق وبين أم الفضل؛ والصحيح أنه لا انقطاع فيه فقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن قابوس بن المخارق روى عن أم الفضل وذكر ذلك غيره أيضًا. وقد روى أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم في "المستدرك" طرفًا من آخر هذا الحديث في حكم بول الجارية وبول الغلام وأنه يغسل من بول الجارية وينضح من بول الغلام، وقد رووه كلهم من طريق قابوس بن المخارق عن لبابة بنت الحارث – وهي أم الفضل – وصححه الحاكم والذهبي. ولو كان فيه انقطاع لبينوه، وقد رواه الطبراني في "الكبير" أيضًا