للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخره، وأما الحجر الذي قذف به الصنم فدين يقذف الله به هذه الأمم في آخر الزمان فيظهره عليها فيبعث الله نبيًا أميًا من العرب فيدوّخ به الأمم والأديان كما رأيت الحجر دوّخ أصناف الصنم ويظهر على الأديان والأمم كما رأيت الحجر ظهر على الأرض كلها فيمحص الله به الحق ويزهق به الباطل ويهدي به أهل الضلالة ويعلم به الأميين ويقوي به الضعفة ويعز به الأذلة وينصر به المستضعفين، وقد رواه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" من طريق إسحاق بن بشر عن سعيد بن بشير عن قتادة عن كعب الأحبار فذكره بنحوه وفيه زيادات ليست في رواية ابن إسحاق.

وقد روى ابن جرير هذه القصة في "تاريخه" في أثناء خبر طويل ذكره عن وهب بن منبه، وفيه أن بختنصر رأى رؤيا فبينما هو قد أعجبه ما رأى إذ رأى شيئًا أصابه فأنساه الذي كان رأى فدعا دانيال وحنانيا وعزاريا وميشايل من ذراري الأنبياء فقال: أخبروني عن رؤيا رأيتها ثم أصابني شيء فأنسانيها وقد كانت أعجبتني، ما هي؟ قالوا له: أخبرنا بها نخبرك بتأويلها، قال: ما أذكرها وإن لم تخبروني بتأويلها لأنزعنّ أكتافكم، فخرجوا من عنده فدعوا الله واستغاثوا وتضرعوا إليه وسألوه أن يعلمهم إياها فأعلمهم الذي سألهم عنه فجاءوه فقالوا له: رأيت تمثالاً؟ قال: صدقتم، قالوا: قدماه وساقاه من فخّار وركبتاه وفخذاه من نحاس وبطنه من فضة وصدره من ذهب ورأسه وعنقه من حديد؟ قال: صدقتم، قالوا: فبينما أنت تنظر إليه قد أعجبك فأرسل الله عليه صخرة من السماء فدقّته فهي التي أنستكها؟ قال: صدقتم، فما تأويلها؟ قالوا: تأويلها أنك أريت ملك الملوك فكان بعضهم ألين ملكًا من بعض، وبعضهم كان أشد ملكًا من بعض، وبعضهم كان أشد ملكًا من بعض، فكان أول الملك الفخّار وهو أضعفه وألينه، ثم كان فوقه النحاس وهو أفضل منه وأشد، ثم كان فوق النحاس الفضة وهي أفضل من ذلك وأحسن، ثم كان فوق الفضة الذهب فهو أحسن من الفضة وأفضل، ثم كان الحديد ملكك فهو كان أشد الملوك وأعز مما كان قبله، وكانت الصخرة التي رأيت أرسل الله عليه من السماء فدقته نبيًا يبعثه الله من السماء فيدق ذلك أجمع ويصير الأمر إليه.

<<  <   >  >>