"المصباح المنير": الغُلُّ بالضم طوق من حديث يجعل في العنق والجمع أغلال مثل قفل وأقفال. وقال ابن منظور في "لسان العرب": الغُلُّ جامعة توضع في العنق أو اليد، والجمع أغلال، ويقال: في رقبته غُلُّ من حديد. وقوله تعالى وتقدس:{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا أغلالاً}[يس: ٨] هي الجوامع تجمع أيديهم إلى أعناقهم، وقولهم في المرأة السيئة الخلق:«غُلُّ قَمِلٌ» أصله أن العرب كانوا إذا أسروا أسيرًا غلوه بغل من قِدًّ وعليه شعر فربما قمل في عنقه إذا قَبَّ ويبس فتجتمع عليه محنتان الغُلُّ والقمل. ضربه مثلاً للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر لا يجد بعلها منها مخلصًا، والعرب تكني عن المرأة بالغُلّ. وفي الحديث:«وإن من النساء غُلاُّ قَمِلاً يقذفه الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجه إلا هو». انتهى.
قال المهلب: الغُلّ يعبّر بالمكروه لأن الله أخبر في كتابه أنه من صفات أهل النار بقوله تعالى: {إذ الأغلال في أعناقهم}[غافر: ٧١] الآية. وقد يدل على الكفر وقد يعبّر بامرأة تؤذي. انتهى.
وقال ابن العربي المالكي قوله:«وأحب القيد وأكره الغُلّ» أما حبه القيد فلذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - له في قسم المحمود فقال:«قَيَّد الإيمان الفتك» وأما الغُلّ فذكره شرعًا في المذموم كقوله: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}[الحاقة: ٣٠]، {إذ الأغلال في أعناقهم}[الإسراء: ٢٩]، {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}[الإسراء: ٢٩] و {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}[المائدة: ٦٤]. انتهى.
وقال النووي: قال العلماء: إنما أحب القيد لأنه في الرجلين وهو كفّ عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل. وأما الغُلّ فموضعه العنق وهو صفة أهل النار. وأما أهل التعبير فقالوا: إن القيد ثبات في الأمر الذي يراه الرائي بحسب من يرى له ذلك. وقالوا: إذا انضم الغل إلى القيد دل على زيادة