الأعاصير وأضداد الأعاصير: تتأثر أجزاء صغيرة من القارة بالأعاصير التي تتكون على طول الجبهات الهوائية، فالأعاصير التي تتكون في منطقة البحر المتوسط هي المسئولة عن الأمطار التي تسقط في شمال إفريقيا من مراكش حتى القاهرة، وتتكون الانخفاضات الجوية إما فوق المحيط الأطلسي أو فوق البحر المتوسط، وفي الحالة الأولى تتحرك الانخفاضات في اتجاه جنوبي غربي ثم شمالي شرقي وبعد دخولها البحر المتوسط تتخذ مسارًا شرقيًّا، ويكون الهواء المداري البحري الجزء الدافئ من الإعصار عندما يكون الانخفاض ما زال إلى الغرب من جبل طارق، بينما يحل محله الهواء المداري القاري إلى الشرق من خط طول صفر، وبسبب ارتفاع الرطوبة في الهواء المداري البحري فإنه يحمل سحبًا كثيفة بينما تسود سماء صافية خالية من السحب مع وصول الهواء المداري القاري، على أن وصول الهواء المداري القاري تصحبه العواصف الرملية المشهورة، وفي الجزء الخلفي من أعاصير البحر المتوسط يوجد هواء قطبي بحري وتنتج عنه سحب وأمطار، وذلك على طول الجبهة الباردة من الإعصار، ولشكل الساحل الإفريقي الشمالي ووجود المرتفعات أثر واضح في تباين كمية المطر في الأجزاء المختلفة، إذ تؤدي مواجهة الساحل للرياح واصطدام الكتل الهوائية بالمرتفعات إلى سقوط المطر التضاريسي.
وتمر بعض الانخفاضات إلى الجنوب من ممراتها العادية فتصل إلى جنوب المغرب والجزائر. وهذه الانخفاضات تكون عادة ضعيفة ولا تصحبها سحب كثيفة والأمطار التي تسقطها محدودة.
وبالإضافة إلى وصول الأعاصير من المحيط الأطلسي فإن البحر المتوسط نفسه منطقة تتكون فيها الأعاصير، ومع اختفاء جبهة البحر المتوسط في الفترة من مايو إلى أكتوبر ينعدم مرور الأعاصير أو يندر إذ قد تتكون بعض الانخفاضات الضعيفة فوق المغرب والجزائر.
وتختلف الاضطرابات التي تتكون على طول الجبهة المدارية عن انخفاضات البحر المتوسط، إذ تمتد الانخفاضات المدارية فوق مساحة محدودة، وأهم