توضح الخريطة المبينة في "شكل ٨٥" توزيع النبات بالقارة الإفريقية وفي هذه الخريطة نلاحظ ما يأتي:
أولًا: حوض الكنغو وساحل غانة: تغطي الغابات الاستوائية معظم السفوح والسهول المنحدرة نحو المحيط الأطلسي على طول شواطئ خليج غانة كما تغطي هذه الغابات الجزء الأكبر من حوض الكنغو، وهو الجزء الذي يتميز بالمناخ الاستوائي الصميم من حرارة وفيرة طول العام إلى مطر غزير دائم. وحوض الكنغو عبارة عن هضبة مستوية السطح سهلية المظهر ترتفع فوق سطح البحر بحوالي ٥٠٠ متر وتحاط من كل جانب بحافات هضاب أكثر ارتفاعًا، ونتيجة لارتفاع بعض الأجزاء يتخلل الغابات الاستوائية في حوض الكنغو بعض أشرطة من الأشجار الأقل صلابة بل وبعض مساحات من السفانا.
ثانيًا: شرق إفريقيا: في شرق إفريقية تختلف الحالة النباتية اختلافًا كبيرًا جنوب خط الاستواء عنها شمال هذا الخط. ففي جنوب شرق القارة تزدهر الحياة النباتية بفضل الأمطار الصيفية التي تجلبها الرياح التجارية. فنجد في ناتال غابات شبه استوائية في الجهات المنخفضة ثم تقل كثافة الغابات وتتحول إلى حشائش كلما ارتفعنا فوق سفوح الهضبة واتجهنا نحو داخل القارة، ولكن إذا تتبعنا الساحل الشرقي نحو الشمال نجد نوع النبات السائد هو الغابات الحارة الرطبة الشبيهة بالغابات الاستوائية. وتقل الحالة النباتية غنى كلما بعدنا عن الساحل وارتفعنا فوق سطح الهضبة الإفريقية. ثم بمجرد أن نعبر خط الاستواء نحو الشمال تنقلب الحالة النباتية انقلابًا تامًّا وتتحول إلى الجدب فلا نجد في الصومال