وجد من المستحسن لأسباب مناخية أن تدرس روسيا كلها مع قارة آسيا بدلًا من دراستها مع قارة أوربا. لذلك يعالج هذا الفصل ذلك النطاق الممتد إلى الغرب من خط طول ٢٥ ْشرقًا.
وبالرغم من امتداد أوربا بين خطي عرض ٣٥ ْ، ٧٠ ْشمالًا إلا أن التنوع المناخي في القارة محدود، وفيما عدا منطقة شبه جزيرة اسكندناوه، فإن بقية أوربا عبارة عن إقليم معتدل المناخ، ويكون الجزء الأكبر من السويد والنرويج القسم الرئيسي من الإقليم المعتدل البارد.
ويرجع اعتدال مناخ أوربا إلى تأثير المحيط الممتد إلى الشمال والغرب والبحر المتوسط إلى الجنوب. وتصل المياه الدفيئة إلى الشمال حتى تصل إلى الدائرة القطبية الشمالية فتمنع بذلك حدوث فصل برودة طويل. وأهم تغير في مناخ أوربا يحدث إلى الشمال والجنوب من الجبال الجنوبية، حيث ينفصل مناخ البحر المتوسط في الجنوب "Cs" عن المناخ المعتدل المطير في الشمال "Cf".
وقد كان لوجود قارة إفريقيا إلى الجنوب من خط عرض ٣٥ ْشمالًا أثره الواضح في عدم وجود مصدر رئيسي للهواء المداري البحري.
ولما كانت أوربا بعيدة عن العروض المدارية وعن الكتل الهوائية المدارية فإن القارة تخلو تمامًا من المناخ المداري، كذلك بسبب وفرة الكتل الهوائية البحرية التي تغزو القارة من المحيطات والبحار المجاورة تخلو أوربا من المناخ الصحراوي.