الواقعة إلى الغرب منه تحجب عنه أمطار هذه الرياح الغربية. وتسقط أمطار قليلة على ساحل البحر الأحمر في فصل الشتاء تنتج عن وصول الرياح الموسمية الشتوية الخارجة من آسيا بعد عبورها للبحر الأحمر.
وتحدث أعلى درجات حرارة قبل حلول فصل المطر كما هو الحال في غرب إفريقيا وترتفع درجات الحرارة ارتفاعًا شديدًا في أجزاء من شمال شرق إفريقيا القليلة المطر، وتنخفض درجات الحرارة أثناء فصل الشتاء ويلاحظ أن هناك اختلافات واضحة في درجات الحرارة تنتج عن الاختلافات في مظاهر السطح، فالجبال المرتفعة تتمتع بدرجات حرارة منخفضة أثناء فصل الصيف، بينما ترتفع الحرارة في الأودية والأحواض المنخفضة وعلى طول السهل الساحلي المنخفض.
من هذا الوصف لمناخ شرق إفريقيا تتضح لنا حقيقة هامة وهي أنه لا يوجد مناخ مداري مطير "Af" في شرق إفريقيا حتى حول خط الاستواء حيث يسود جفاف في فصل الشتاء يجعل المنطقة تنتمي إلى إقليم السفانا. ويرجع ذلك إلى عامل الارتفاع الذي يؤدي إلى انخفاض الحرارة، وكذلك إلى الارتباط الشديد بين سقوط الأمطار وموقع الجبهة المدارية.
جزيرة مدغشقر:
تمتد المرتفعات في جزيرة مدغشقر من الشمال إلى الجنوب عمودية على اتجاه الرياح، لذلك تنال السواحل الشرقية من الجزيرة قسطًَا وافرًا من الأمطار، أما الجزء الغربي فيقع في ظل المطر. وفي فصل الصيف تخترق منطقة الضغط المنخفض الاستوائي شمال جزيرة مدغشقر لذلك تسقط أمطار غزيرة في القسمين الشمالي والشرقي من الجزيرة. وكذلك تسقط أمطار محدودة على الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة نتيجة لعملية التصعيد، وتتأثر جزيرة مدغشقر بمرور العواصف المدارية التي تحدث في هذا الجزء من المحيط الهندي في أواخر الصيف والخريف. وترتفع درجات الحرارة في النصف الجنوبي من الجزيرة في فصل الصيف. وبذلك يمكن تقسيم الجزيرة إلى ثلاثة أقاليم مناخية: الساحل الشرقي ويسود به مناخ مداري مطير "Af"، والساحل الغربي ويسود به مناخ السفانا "Aw" والمرتفعات ويسود بها مناخ معتدل دافئ "C".