تمتد قارة آسيا من خط الاستواء حتى خط عرض ٨٠ ْشمالًا، ولما كانت أراضي الاتحاد السوفيتي في أوربا وثيقة الارتباط في ظروفها المناخية بقارة آسيا فقد رأينا أن يتضمن الكلام عن آسيا ذكر الأراضي السوفيتية في أوربا أيضًا.
وبسبب هذا الامتداد الكبير لقارة آسيا فإنها تشمل أنواعًا مناخية عديدة تتدرج من المناخ المداري المطير Af إلى المناخ القطبي Er.
ويعد أهم عامل يؤثر في مناخ القارة هو امتداد اليابس الأسيوي امتدادًا واسعًا حول خط عرض ٣٠ ْشمالًا وإلى الشمال منه، وهذا النطاق يظل بمنأًى عن الهواء المداري الرطب بسبب وجود الجبال المرتفعة إلى الجنوب منه، وفي فصل الشتاء تؤدي الظروف القارية إلى تكوين نطاق من الضغط المرتفع فوق قلب القارة، ويتميز الهواء في وسط القارة ببرودته الشديدة وجفافه الواضح. ويخرج الهواء القاري من وسط القارة إلى جنوبها وشرقها ويكون لوصوله إلى هذه المناطق آثار هامة في مناخها، وهذا الهواء هو الرياح الموسمية الشتوية وبالعكس في فصل الصيف يؤدي التسخين الشديد إلى تكون منطقة للضغط المنخفض حول خط عرض ٣٠ ْشمالًا وتتجه رياح من الجنوب والشرق وتكون من أهم صفاتها أنها رطبة محملة ببخار الماء، وهذه هي الرياح الموسمية الصيفية. وعلى ذلك فإن الشتاء هو فصل الجفاف والصيف هو فصل المطر في جنوب وشرق آسيا.
وتسود الكتل الهوائية الجافة في وسط وشمال وغرب آسيا لذلك فإن كمية المطر في هذه الجهات محدودة للغاية.