أما في فصل الصيف فإن دفء الأجزاء الجنوبية من أوربا يجعل الهواء القطبي القاري مقصورًا على العروض العليا فقط ويتميز ذلك الهواء في الصيف برطوبة متوسطة ودرجات حرارة معتدلة.
رابعًا: الكتل الهوائية المدارية القارية "cT": تؤثر الكتل الهوائية المدارية القارية في إقليم البحر المتوسط فقط، وذلك في فصل الشتاء كما سيرد فيما بعد، أما في الصيف فإن الجزء الجنوبي من أوربا إلى الجنوب من خط عرض ٤٥ ْشمالًا يعتبر مصدرًا للهواء المداري القاري، غير أن الهواء المداري القاري في جنوب القارة يختلف في خصائصه من مكان لآخر بسبب وجود البحار في تلك الجهات، ويتعرض الهواء المداري لعمليات التصعيد التي تؤدي إلى تكون السحب الركامية وسقوط الأمطار.
خامسًا: الكتل الهوائية في إقليم البحر المتوسط: في الشتاء تغزو إقليم البحر المتوسط كتل هوائية تأتي من المناطق المجاورة، فمع مرور الأعاصير عبر البحر المتوسط من الغرب إلى الشرق ينجذب هواء بارد من الشمال نحو الساحل الإفريقي بينما ينتقل هواء إفريقي دافئ نحو الشمال عبر البحر المتوسط، وفوق الجزء الشمالي الغربي من حوض البحر المتوسط يصل الهواء القطبي البحري باردًا وجافًّا ومثال ذلك رياح المسترال التي سبق ذكرها، غير أن هذا الهواء بعد أن يعبر المياه الدفيئة يكتسب رطوبة وحرارة فيصل إلى الأجزاء الجنوبية من البحر المتوسط وقد أصبح دفيئًا ورطبًا، ويحدث نفس الشيء في الجزء الشرقي من حوض البحر المتوسط حيث يصل الهواء القطبي القاري باردًا وذلك مثل رياح البورا. أما في مقدمة الأعاصير فيوجد هواء دافئ جاف يأتي من إفريقيا "السيروكو". ويكتسب هذا الهواء الإفريقي بمروره فوق البحر المتوسط بعض الرطوبة كما أن حرارته تنخفض عن ذي قبل.
أما في فصل الصيف عندما يكون الاختلاف في الحرارة بين اليابس والماء محدودًا فإن التباين بين الكتل الهوائية يكون محدودًا أيضًا. ويضاف إلى ذلك أنه بسبب انعدام مرور الأعاصير في المنطقة فإن انتقال الهواء من الجنوب إلى