للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأعاصير وأضداد الأعاصير:

تعتبر منطقة الضغط المنخفض الأيسلندي مركزًا لنشأة الانخفاضات الجوية أو تقويتها، وهذه الأعاصير تكون عادة قوية، وهي تتحرك عادة من جنوب جزيرة أيسلنده في اتجاه شمالي شرقي نحو النرويج. وهذه الأعاصير تتميز بأنها أقوى في الشتاء منها في الصيف. وقد تتخذ هذه الأعاصير، مسارات إلى الشمال من أيسلنده أو في وسط المحيط الأطلسي، غير أن معظم الأعاصير تتركز حول خط عرض ٦٠ ْشمالًا في فصل الشتاء، وإن كانت توجد بعض الأعاصير التي تنتقل من الجزء القريب من أسبانيا حتى تصل إلى النرويج. ومن المعروف أن بعض الأعاصير التي تؤثر في مناخ أوربا تتكون فوق القارة ذاتها، وليس من الضروري أن تأتي إليها من المحيط الأطلسي، ومثال ذلك الأعاصير التي تتكون إلى الشرق من مرتفعات اسكندناوه أو تلك التي تتكون في خليج جنوا أو البحر الأدرياتي.

ونلاحظ دائمًا أنه في مؤخرة الانخفاضات تمر ارتفاعات باردة. إذ إن عملية التوازن في الدورة الهوائية تجعل من الضروري أن تتابع الانخفاضات والارتفاعات الجوية في حركتها من الغرب إلى الشرق.

ويؤدي مرور الأعاصير إلى سقوط أمطار غزيرة فوق غرب أوربا وشمالها، أما شرق القارة فقد لا يصيبه الكثير من المطر خاصة في فصل الشتاء عندما يقع تحت تأثير الضغط المرتفع السيبيري. أما في منطقة البحر المتوسط فنجد أن الجزء الجنوبي منها يتأثر بمرور الأعاصير خاصة في فصل الشتاء أما الجزء الشمالي فيكثر مرور الأعاصير به في الربيع والخريف.

وبعكس الأعاصير التي ينتج عنها مطر وسحب، فإن أضداد الأعاصير يصحبها جو صحو خالٍ من السحب، غير أن درجات الحرارة تكون منخفضة أثناء مرور ضد الإعصار خاصة في العروض الشمالية.

وفي فصل الصيف يقتصر مرور الأعاصير على الجزء الشمالي من أوربا، بينما الأمطار التي تسقط في وسط القارة تكون نتيجة لعملية التصعيد التي تحدث بسبب ارتفاع حرارة اليابس في ذلك الفصل.

<<  <   >  >>