عن هذه الدرجة "فصل النمو"، ويعتبر عامل الحرارة هو العامل الرئيسي في تحديد طول فصل النمو، وتقاوم الأشجار ظروف الحرارة المنخفضة وما يتبعها من تساقط الثلوج بعدة أمور منها اتخاذ الشكل المخروطي والأوراق الإبرية.
أنواع الغابات:
يتضح مما سبق أن الغابات تخضع للتوزيع الفصلي لعاملي الرطوبة والحرارة، فتحاول الأشجار في كل بيئة أن تتلاءم مع هذا التوزيع فتنقسم السنة بحسب الظروف المناخية إلى فصل نمو وفصل ركود. فإذا توفرت الحرارة والرطوبة طول العام، كان نمو الأشجار مستمرًّا طول العام كذلك، بمعنى أنه لا يوجد فصل نمو وفصل ركود، ومثل هذه الغابة تتخذ شكلًا خاصًّا هو الذي نسميه "الغابة دائمة الخضرة" وأشجار هذا النوع ضخمة عريضة الأوراق تحتفظ بها مخضرة طول العام فلا يتغير مظهر الشجرة من فصل إلى آخر.
وأما إذا توفرت الحرارة طول العام ولم تتوفر الرطوبة أي تعرض الإقليم لفصل جفاف فإن الأشجار تنفض أوراقها لا سيما إذا اتفق فصل شدة الحرارة مع فصل شدة الجفاف، فهذا يزيد من عملية البخر وتبديد ما بالشجرة من رطوبة لاسيما وأن أوراق الأشجار النفضية من النوع العريض، ومثل هذه الغابة تتخذ شكلاً خاصًّا هو الذي نسميه "الغابة النفضية" لأنها تنفض أوراقها في فصل الجفاف.
وأما إذ توفرت الرطوبة طول العام ولم تتوفر الحرارة، أي تعرض الإقليم لفصل تقل فيه درجة الحرارة عن ٤٣ ْف لمدة تزيد على ستة شهور فإن نمو الأشجار يقف وتمر الغابة بفترة ركود، وتقاوم الأشجار هذه البيئة ذات الحرارة المنخفضة والثلوج المتساقطة باتخاذ الشكل المخروطي والأوراق الإبرية، أي إن هذه الغابة تتخذ شكلًا خاصًّا هو الذي نسميه "الغابة المخروطية"، ويلاحظ أن أشجار الغابة المخروطية تحتفظ بأوراقها طول العام أي لا تنفضها؛ وذلك لأن الرطوبة متوفرة طول العام لا سيما وأن الغابة المخروطية تستطيع أن تحيا على قدر من المطر أقل من القدر الذي تحتاجه الغابة النفضية وهو ١٥ بوصة.