الاستوائية، فهي غابة دائمة الخضرة، ذات طبقات، حتى ليبلغ اشتباك فروع الأشجار في أعلى الغابة إلى درجة تكوين غطاء متصل يكون هو بدوره تربة لنمو طبقة أخرى من النباتات، ويصف بعض الكتَّاب الغابة الاستوائية بأنها بحر عظيم من الخضرة.
من الصفات العامة في الغابة الاستوائية تنوع أشجارها حتى ليندر أن نجد أكثر من شجرتين من نوع واحد في الفدان الواحد، ومن صفاتها أيضًا طول الجذوع وخلوها من الأفرع إلا في أعلاها حيث تنتهي بفروع كثيرة الأوراق تتشابك بعضها مع بعض بحيث تكون ستارًا كثيفًا يمنع ضوء الشمس من الوصول إلى أسفل الغابة. ومن أجل هذا كان قاع الغابة مظلمًا لا يكاد الضوء يصل إليه مما يدفع بالأشجار إلى التنافس في سبيل الوصول إلى الضوء، ولقد أدى تنافس النباتات في سبيل الوصول إلى أعلى الغابة حيث الضوء والهواء إلى وجود النباتات المتسلقة وقد سميت كذلك لأنها تتسلق غيرها للوصول إلى أعلى الغابة.
وتزيد هذه النباتات المتسلقة من كثافة الغابة وصعوبة اختراقها، يضاف إلى ذلك أكوام النباتات المتعفنة التي تغطي قاع الغابة.
وليس للحياة النباتية في هذه الغابة فصلية خاصة بمعنى أن السنة لا تنقسم فيها إلى فصول متعاقبة للنمو والإزهار والإثمار والموت، بل توجد هذه الفصول ممثلة في وقت واحد ويرجع السبب في هذه الفوضى إلى تشابه الحالة المناخية طول أيام السنة، وبذلك نجد شجرة مثمرة إلى جانب أخرى في دور الإزهار وبجانبهما ثالثة في دور الموت ... وهكذا.
توزيع الغابات الاستوائية:
توجد الغابات الاستوائية في سهول الأمازون بأمريكا الجنوبية "غابات السلفا" كما توجد في حوض الكنغو وساحل غانة بأفريقية ثم في الملايو وجزر الهند الشرقية بالقارة الأسيوية كما توجد غابات شبيهة بالغابات الاستوائية في برما وأسام وبنغال. ويعتبر إقليم الأمازون أفضل الأقاليم التي تتمثل فيها الغابات الاستوائية