للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المخروطية ضعيفًا لظروف طبيعية كثيرة منها كثافة الغابة وجريان الأنهار نحو الشمال مما يجعل اختراق الغابة عسيرًا بسبب الكثافة أولًا وبسبب جريان الأنهار نحو الجهات غير المغمورة ثانيًا؛ فلا يمكن أن تتخذ وسيلة من وسائل نقل الإنسان أو الأخشاب خلال هذه الغابات، بل إن هذه الظروف الطبيعية التي عليها الأنهار تجعل وجودها من العوامل التي تعوق الاستغلال الاقتصادي, فهذه الأنهار تتجمد في الشتاء ثم تأخذ في الذوبان ابتداء من الربيع وبطبيعة الحال تذوب أجزاؤها العليا أولًا لتعرضها للدفء قبل غيرها بسبب وقوعها في الجنوب، فإذا ما اتخذت هذه المياه الذائبة مجراها نحو الشمال وجدت مجرى النهر في الأجزاء الوسطى والدنيا ما زال في حالة تجمد لأن الدفء لم يصبها بعد بسبب وقوعها في الشمال فلا يجد الماء طريقًا فيفيض على الجانبين وبذلك تتحول الغابة المخروطية في سيبيريا -في موسم الدفء والنشاط- إلى مستنقعات تعوق الحركة والاستغلال وتفسد الحالة الصحية، فضلًا عن أن مياه المستنقعات تتلف الأخشاب وتجعل مرتبتها الاقتصادية منحطة.

ولا يمكن اختراق الغابات السيبيرية إلا في الشتاء حينما تتجمد المياه، ولكن في هذا الفصل أيضًا يصعب استغلال الغابة، فالأنهار متجمدة والمحيط المتجمد الشمالي نفسه متجمد، مما يجعل عملية نقل الخشب وتسويقه متعذرة، وباهظة التكاليف، ولذلك ظلت الغابات السيبيرية بكرًا حتى الوقت الحاضر إلا على حافاتها الجنوبية.

وأما استخدام لب الخشب في عمل عجينة الورق فتتفوق في ذلك كندا واسكندناوه، وأما صيد الحيوانات ذات الفراء فتتفوق في ذلك سيبيريا والمنطقة المحيطة بخليج هدسن.

وقد أجهدت الغابات المخروطية إجهادًا كبيرًا فنضب معينها من جهات كثيرة حتى لتعتبر كندا وروسيا القطرين الوحيدين في العالم اللذين ما زالا قابلين للاستغلال في هذه الناحية الاقتصادية.

<<  <   >  >>