للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الارتفاع، ثم في المناطق الأكثر ارتفاعًا تنمو غابات الأرز، وأما في السفوح السفلى والوديان فتنمو أشجار الزيتون والبرتقال.

وكذلك تقوم حياة نباتية شبيهة بهذه في الركن الجنوبي الغربي من القارة، وأما في الركن الجنوبي الشرقي فبسبب سقوط مطر صيفي وفير في السهل الساحلي تنمو حياة نباتية أكثر كثافة تقترب في طبيعتها من الغابات الشبه مدارية، ولا يقتصر نوع الأشجار على النوع الدائم الخضرة بل تكثر بها الأشجار النفضية، ولكن بمجرد أن نترك الساحل ونتدرج في الارتفاع على حافة الهضبة تتدرج الحياة النباتية تبعًا لهذا إلى أن يسود عشب من نوع السفانا فتعتبر هذه المنطقة العشبية امتدادًا لسفانا منطقة الزمبيزي.

أوروبا:

تبين الخريطة الموضحة "شكل ٨٦" توزيع النبات الطبيعي في أوربا، وفي هذه الخريطة نلاحظ ما يأتي:

أولًا: تعتبر النباتات الجبلية من أهم الظاهرات النباتية بالقارة. فتوزيع النبات بهذه القارة يتأثر بتوزيع مظاهر السطح "التضاريس" تأثرًا كبيرًا. وتحدث الجبال تغيرات فجائية وحادة في الحرارة والمطر ولهذا تتدرج عليها الأشكال النباتية تدرجًا فجائيًّا وحادًّا أيضًا ويبدأ هذا التدرج بالشكل النباتي الملائم للإقليم الذي يقوم عليه الجبل ثم تتدرج النباتات إلى أعلى الجبل بنفس ترتيبها في اتجاه القطب، فتنمو الغابات النفضية في أكثر الجهات مطرًا على السفوح السفلى، وتعلوها الغابات الصنوبرية. ثم نطاق ضيق من الحشائش الألبية التي تعادل حشائش التندرا في العروض العليا، وتمتاز البيئة الجبلية بالتنوع النباتي الشديد في مساحة صغيرة، ولذلك نجد الفرد الواحد من سكان الجبال يحترف الرعي والزراعة وقطع الغابات والصناعة في داخل مسكنه ويقسم وقته بين هذه الحرف جميعًا بحسب فصول السنة. فمن الأمور المألوفة في الألب الفرنسية بجنوب شرق فرنسا أن تقوم الأسرة الواحدة بزراعة الكروم على السفوح السفلى ثم بزراعة القمح والشعير على السفوح العليا ثم برعي الماشية في نطاق الحشائش الألبية

<<  <   >  >>