للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذي يعلو نطاق الغابات، وتشجع المسافة القصيرة بين المناطق النباتية على سفوح الجبال على الهجرة الفصلية من منطقة إلى أخرى، ويلاحظ أن مثل هذه الهجرة متعذرة بين العروض المختلفة بسبب طول المسافة بين إقليم نباتي وآخر، هذا فضلًا عن قيام الحدود السياسية بين الدول. ويتمثل هذا التدرج النباتي كاملًا فوق كثير من جبال أوربا مثل هضبة فرنسا الوسطى والفوج وشفارتزفالد "الغابة السوداء" ومرتفعات الرين الأدنى وغابة ثورنجيا والهارتز والمرتفعات الحافة ببوهيميا، فكل هذه الجبال تتدرج نباتاتها من الغابات النفضية إلى الحشائش الباردة "الألبية" وتوجد الغابات الصنوبرية بوفرة في جبال الكربات، وأما جبال الألب فالتدرج النباتي عليها شديد الوضوح يبدأ بالغابات النفضية ثم تتدرج إلى الغابات الصنوبرية ثم تنتهي إلى الحشائش الألبية.

ثانيًا: تغطي الغابات بأنواعها المختلفة مساحة كبيرة من القارة الأوروبية، فالغابات الصنوبرية تغطي النصف الشمالي من روسيا واسكندناوه شمال خط عرض ٦٣ ْشمالًا، وتغطي الغابات النفضية النصف الجنوبي من اسكندناوه ومعظم بريطانيا وشمال أسبانيا وغربها ثم باقي غرب أوروبا ووسطها. ويضيق نطاق هذه الغابات كلما اتجهنا شرقًا في القارة حتى ينحصر طرفها الشرقي -كما هو واضح من الخريطة- بين الغابات الصنوبرية وبين حشائش الإستبس. وأما غابات البحر المتوسط فتوجد في القسم الجنوبي من شبه جزيرة البلقان وبخاصة على السواحل الجنوبية الغربية للبحر الأسود ثم في يوجوسلافيا وألبانيا واليونان وإيطاليا وجنوب فرنسا وأسبانيا.

ثالثًا: تشغل حشائش التندرا شريطًا ضيقًا في شمال أوروبا؛ وذلك لأن ساحل القارة الشمالي لا يمتد كثيرًا في العروض العليا هذا فضلًا عن عوامل الدفء التي تقترب من هذا الجزء المتطرف من القارة، ولذلك تستطيع الأشجار أن تنمو في جهات شديدة القرب من المحيط الشمالي، ويعبر عن هذا جغرافيًّا بأن خط الأشجار متقدم في هذه العروض العليا فلم يترك للتندرا إلا شريطًا ضيقًا، وأما الحشائش المعتدلة فميدانها الرئيسي جنوب روسيا إذ تنتشر بها هذه الحشائش حتى حافات الغابات نفضية كانت أو صنوبرية وتمتد حشائش الإستبس من رومانيا

<<  <   >  >>