للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتحيط بالصحاري حشائش الإستبس، وأقصى الصحاري المعتدلة نحو الغرب صحراء طوران، ويحيط بصحراء طوران من الشمال حشائش الإستبس التي تمتد حتى بحر قزوين، وفي قلب طوران يقع بحر آرال الذي يصب فيه النهران المشهوران سيحون وجيحون، ويستمد هذان النهران مياههما من ذوبان ثلوج البامير وتيان شان. وتقوم الزراعة على شواطئ هذين النهرين، فهما -أشبه بمصر- عبارة عن شريطين من الخضرة في قلب الصحراء، ويحف بالصحراء على طول القاعدة الشمالية الغربية للجبال نطاق من التلال والمدرجات ترتوي من مياه الجبال فتقوم عليها حياة نباتية، ولكن يبقى نمو الأشجار مقصورًا على جوانب النهر، وأما ما عدا ذلك فحشائش الإستبس هي النبات الطبيعي إذا لم يستخدم الري للزراعة.

والجزء الغربي من سلاسل جبال تيان شان وألتاي وكذلك سلاسل خراسان تكثف رطوبة الرياح الشمالية فيصيبها قدر لا بأس به من المياه ولا سيما في الشتاء والربيع، ولذلك نجد حياتها النباتية شبيهة بحياة منطقة طوران، فتقوم الزراعة عند قواعد التلال ويقوم العشب في الجهات الأكثر ارتفاعًا، ثم نطاق من الغابات المخروطية ثم حشائش ألبية في أعلى "حشائش صيفية" ثم أخيرًا صحراء باردة فوق قمم الجبال.

وكذلك هضبة إيران محاطة بحافات ألبرز وخراسان فتحميها من الرياح الشمالية، ولكن تجتاحها رياح باردة جافة فتتعرض للتطرف الحراري، ومن الناحية النباتية توجد بها منخفضات قاحلة تحيط بها حشائش الإستبس القصيرة الخالية من الأشجار إلا الأنواع الصحراوية كالشجيرات الملحية الرخوة المختزنة للعصارة والشجيرات الشوكية والأثل، ومثل هذه الحالة نجدها في خراسان وكوهستان، ويحيط أيضًا بهذه الصحراوات المنخفضة حشائش الإستبس القصيرة الخالية من الأشجار وتشغل هذه الحشائش المستويات الأعلى الجافة بالمنخفضات.

وهنا نلحظ الفرق بين منخفضات الصحراوات المعتدلة ومنخفضات الصحراوات الحارة، فالمنخفضات الأخيرة أكثر جهات الصحراء غنى بالثروة النباتية، وأما منخفضات الصحراء المعتدلة فأكثرها جدبًا وفقرًا، وقد نشأ هذا الفرق نتيجة

<<  <   >  >>