وقد ذكر الْمُصَنِّف - يرحمه الله - على ذلك أمثلة بقوله:(ضربت، ضربنا) حَيْثُ كلمة (ضربتُ) التاء فيها ضمير متصل مبني على الضم في مَحَلّ رَفْع فاعل، وكذلك (ضربنا، وضربتَ) .
فـ (ضربتما) التاء فيها ضمير متصل مبني على الضم في مَحَلّ رَفْع فاعل، والميم والألف دليل على التثنية.
وكلمة (ضربتن) التاء فيها ضمير متصل مبني على الضم في مَحَلّ رَفْع فاعل. والنون دليل على التأنيث والبناء.
وليُعْلم أن الفاعل قد يكون ظاهراً وقد يكون مُقَدَّراً:
فأما الظاهر فسبق.
وأما الْمُقَدَّر فعلى نوعين:
أما الأول: فما كان تقديره واجباً، مثاله كل فاعلٍ لفعل أمر كـ (خذ) إذ كلمة (خذ) فعل أمر مبني على ما يُجزم به مضارعه وهو السكون هنا. والفاعل: ضمير مستتر وجوباً.
وأما الثاني: فالْمُقَدَّر استتاره جوازاً كنحو (زَيْدٌ جاء) إذ فاعل (جاء) مُقَدَّراً ومستتراً جوازاً.
ويُفرِّق النحاة وغيرهم بين ما استتر جوازاً وبين ما استتر وجوباً: بأن المستتر وجوباً ما لا صورة للفظه في الكلام خلافاً للجائز فقد يكون له صورة. ففاعل (خذ) لا صورة للفظه في جملة (خذ الكتاب) ، خلافاً لفاعل (جاء) في (زَيْدٌ جاء) فقد يكون له صورة بنحو (زَيْدٌ جاء هو) أو (زَيْدٌ جاء زَيْدٌ) .
باب المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله
يقول الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (باب المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله)
هذا الباب له تسميتان:
أما الأولى وعليها أكثر المتقدمين: فباب المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله.
وأما الثانية وعليها أكثر المتأخرين: فباب نائب الفاعل.
ويُعَرَّف المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله أو نائب الفاعل بما ذكره الْمُصَنِّف - يرحمهُ الله - بقوله (وهو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله) .