ومثاله: (ضُرِبتْ هِندٌ) حَيْثُ أُسنِد الفعل إلى المفعول، وقام المفعول مَحَلّ الفاعل؛ إذ أصل (ضُرِبتْ هِندٌ) ((ضرب زَيْدٌ هنداً) فلما حُذِف (زَيْدٌ) الذي هو فاعل حقيقة أُسنِد الفعل إلى المفعول - فأُنِّث الفعل حتى يوافق تأنيث المفعول فقيل (ضُرِبتْ) ؛ وإنما كان ذلك كذلك لأن الفاعل عمدة في الجملة الفعلية، لابد من وجوده، فإن لم يكن موجوداً أنيب عنه غيره، كالمفعول به في المثال السابق.
ويُعَرَّف نائب الفاعل بنحو ما ذُكِر في تعريف الفاعل من كونه اسماً صريحاً أو مؤولاً ...الخ.
قال الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (فإن كان الفعل ماضياً ......الخ)
مثاله: ضُرِبَ - بضم أوله وكسر ما قبل آخره - وهذا هو الأصل في الماضي، ويُلحق به (قيل) و (جيء) و (مُدَّ) ، فهي وإن لم يُكسر ما قبل آخرها بنحو (قيل) فلها حكم ذلك. وأما (شُدَّ) فأصلها (شُدِدَ) بكسر الدال الأولى، وهذا موافق لما ذكره الْمُصَنِّف.
قوله: (وإن كان مضارعاً ...... الخ)
ومثاله (يُضْرَب) - بضم أوله وفتح ما قبل آخره - ويُلْحَق به (يُقَال) و (يُشَدَّ) ونحوهما.
وإنما يُبنى الفعل هنا للمجهول لأحد علتين:
أما الأولى:
فعِلَّة لفظية كقولك: (وعُجِنت بالظرافة طينته) بعد قولك (وبانت لنا ظرافته) وذلك حتى تكون السجعة واحدة. فكلمة (ظرافته) فاعل في جملة (وبانت لنا ظرافته) خلافاً لآخر الجملة الثانية وهي (طينته) ؛ إذ هي مفعول به، فلو قيل (طينتَه) لاختلفت السجعة فَبُنِي الفعل للمجهول حتى تكون كلمة ‘‘طينته’’ مرفوعة.
وأما الثانية:
فهي عِلَّة معنوية كالجهل بالفاعل ونحو ذلك في قولك: (سُرِق المتاعُ) .
قوله: (وهو على قسمين: ظاهر ومضمر)
سبق معنا الظاهر والمضمر في الفاعل.
ومن الظاهر كلمة (زَيْدٌ) في جملة (ضُرِب زيدٌ) .
ومن المضمر التاء في جملة (ضُرِبْتُ) .
فجملة (ضُرِب زيدٌ) :
ضُرِبَ: فعل ماض مبني للمجهول بناءه على الفتح لا مَحَلّ له من الإعراب.