للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وتقري الضيف" بفتح أوله بلا همز، وقال الأوبي: "وسمع بضمها رباعياً" أي تهيئ له طعامه ونزله "وتعين على نوائب الحق" أي حوادثه، وفي هذا إشارة إلى فضل خديجة وجزالة رأيها، وإجابته بكلامٍ فيه قسم وتأكيد بإن واللام لتزيل حيرته ودهشته، واستدلت على ما أقسمت عليه بأمر استقرائي جامعٍ لأصول مكارم الأخلاق، وفيه: دليلٌ على أن من طبع على أفعال الخير لا يصيبه ضير، لا شك أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وهذا منها. خديجة -رضي الله عنها- استدلت بأمرٍ استقرائي وجزمت بذلك وأقسمت عليه، وهذا لا شك أنه من جزالة رأيها، وتمام عقلها.

"فانطلقت -أي مضت- به خديجة -مصاحبة له- حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة" بنصب ابن الأخيرة بدلاً من ورقة أو صفة، ولا يجوز جره؛ لأنه يصير صفةً لعبد العزى وليس كذلك، ويكتب بالألف، ولا تحذف؛ لأنه لم يقع بين علمين متوالدين، كما يقال: عبد الله بن أبي ابن سلول، عبد الله بن مالك ابن بحينة وهكذا، ويجتمع ورقة مع خديجة في أسد؛ لأنها بنت خويلد بنت أسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>