نعم، هي مكملة لشريعة موسى، الأحكام تؤخذ من التوراة والمواعظ والأمثال من الإنجيل كما هو معروف، يقول:"يا ليتني فيها جذعاً"، يا: نداء، والتقدير: يا محمد ليتني فيها: أي في مدة النبوة أو الدعوة، (جذعاً) بفتح الجيم المعجمة وبالنصب خبر كان مقدرة عند الكوفيين، أو على الحال من الضمير المستكن في خبر ليت، وخبر ليت متعلق وجار ومجرور كائن فيها حال الشبيبة والقدرة والقوة لأنصرك، "ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك" من مكة، واستعمل إذ في المستقبل كإذا على حد قوله تعالى:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} [(٣٩) سورة مريم] لتحقق الوقوع، فنزل منزلته، فإن قيل: كيف تمنى ورقة مستحيلاً وهو عود الشباب؟ أجيب بأنه يجوز تمني المستحيل إذا كان في فعل خير، كما تمنى النبي -صلى الله عليه وسلم- الشهادة مراراً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أوَ –بفتح الواو- مخرجي هم" بتشديد الياء مفتوحة، لأن أصله مخرجوني جمع مخرج من الإخراج فحذفت نون الجمع للإضافة إلى ياء المتكلم، وهم مبتدأ الخبر، هم مخرجي مقدماً ولا يجوز عكسه؛ لأنه يلزم منه الإخبار بالمعرفة عن النكرة؛ لأن إضافة مخرجي لفظية، والهمزة للاستفهام الإنكاري؛ لأنه استعبد إخراجه عن الوطن من غير سببٍ يقتضي ذلك، قال ورقة:"نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به من الوحي إلا عودي"؛ لأن الإخراج عن المألوف موجب لذلك؛ لأن الناس أعداء لما يجهلون، فإذا أخرجتهم من المألوف من عوائدهم من طبائعهم عادوك، "وإن يدركني -بالجزم بإن الشرطية- يومك" بالرفع فاعل، أي يوم انتشار نبوتك، "أنصرك -بالجزم جواب الشرط- نصراً -مصدر مؤزراً" أي قوياً بالغاً، وظاهر هذا أنه أقر بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه مات قبل الدعوة إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرى الراهب، وفي إثبات الصحبة له نظر، وقد ذكره بعضهم في الصحابة كابن مندة، "ثم لم ينشب -أي يلبث- ورقة -فاعل- أن توفي" أي لم تتأخر وفاته عن هذه القصة، واختلف في وقت وفاته، فالحديث دليل على أنه مات بمكة بعد المبعث بقليل، وقال بعضهم: أنه خرج إلى الشام وتأخرت وفاته ولكن هذا ضعيف، "وفتر الوحي" أي احتبس ثلاث سنين، كما جزم به ابن