للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إسحاق، وفي بعض الأحاديث أنه قدر سنتين ونصف.

وزاد معمر عن الزهري في كتاب التعبير من الصحيح: "حتى حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك".

قال ابن حجر: "وهذا من بلاغات الزهري، وليس موصولاً"، قال الكرماني: "هذا هو الظاهر، ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور"، وهذا مجرد احتمال أبداه الكرماني، والاحتمالات العقلية كما قرر ذلك الحافظ ابن حجر في رده على الكرماني في مواضع، الكرماني يجوز إذا كان التجويز العقلي عنده سائغ حمل الحديث عليه أحياناً بمجرد التجويز العقلي، الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يقول: "الاحتمالات العقلية التي لا تستند إلى دليل لا دخل لها في هذا العلم البتة"، في علم الحديث؛ لأن الكرماني يقول: "هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور"، التجويز العقلي عند الكرماني مستمر، فإذا جاز عنده الاحتمال عقلاً مشاه عليه، لكن الحافظ -رحمه الله- رد عليه في مواضع، وقال: "إن الاحتمالات العقلية المجردة التي لا يسندها دليل من روايةٍ ثابتة فإن هذا الاحتمال لا قيمة له".

الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- ترجم على حديث عائشة -رضي الله عنها- ببدء الوحي بتراجم عديدة حسب وروده في كتابه، حيث أخرجه في سبعة مواضع، الأول: في بدء الوحي، حيث قال -رحمه الله-: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهابٍ عن عروة بن الزبير عن عائشة، ومناسبة الحديث للترجمة ظاهرة كما تقدم.

الموضع الثاني: في كتاب أحاديث الأنبياء باب: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا} [(٥١) سورة مريم] فقال: عن عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب، سمعت عروة قال: قالت عائشة -رضي الله عنها- فذكره مختصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>