المدثر] أي من النجاسة، وقيل: المراد بالثياب النفس وتطهيرها اجتناب النقائص، {وَالرُّجْزَ} [(٥) سورة المدثر] الأوثان كما جاء في التفسير من تفسير الراوي، تفسير يعني من صحيح البخاري فسره الراوي بأنها الأوثان، وسميت رجزاً لأنها سبب للرجز والرجز هو العذاب، والأوثان جمع وثن وهو ما له جثة من خشبٍ أو حجرٍ أو فضةٍ أو جوهر، وكانت العرب تنصبها وتعبدها، قاله العيني.
{فَاهْجُرْ} [(٥) سورة المدثر] أي اترك، يقول بعد ذلك:"فحمي الوحي وتتابع" حمي: أي بعد نزول هذه الآيات كثر نزول الوحي وتتابع، وللكشمهني: وتواتر، بدل وتتابع، والتواتر: هو التتابع، ولم يكتف بحمي؛ لأنه لا يستلزم الاستمرار والدوام والتواتر، والتواتر: مجيء الشيء يتلو بعضه بعضاً من غير تخللٍ، تقول: تواتر الإبل والقطا إذا جاءت متتابعة، ولم تأتِ دفعةً واحدة.
هنا يقول البخاري -رحمه الله تعالى- وهذا من باب الفائدة: يقول بعد رواية الحديث: "تابعه عبد الله بن يوسف، وأبو صالح، وتابعه هلال بن رداد عن الزهري" أي تابع يحيى بن بكير شيخ المؤلف عن الليث بن سعد عبد الله بن يوسف، "وكذا تابعه أبو صالح كاتب الليث عن الليث، وتابع عقيل بن خالد شيخ الليث هلال بن رداد عن الزهري"، والمتابعة موافقة الراوي في الرواية عن شيخه أو شيخ شيخه، وتسمى الأولى متابعة تامة، كمتابعة عبد الله بن يوسف وأبي صالح ليحيى بن بكير في الراوية عن الليث، وتسمى الثانية متابعة قاصرة، كمتابعة هلال بن رداد لعقيل بن خالد في الراوية عن الزهرية.
والمتابعات إنما تكون مع اتحاد الصحابي، وإذا جاء الحديث عن صحابي آخر فهو الشاهد، وقيل: المتابع ما جاء من طريقٍ آخر باللفظ بغض النظر عن اتحاد الصحابي واختلافه، والشاهد ما جاء بالمعنى سواء اتحد الصحابي أو اختلف.