وروى عبد بن حميد في تفسيره عن عكرمة أن اسم جبريل: عبد الله، واسم ميكائيل: عبيد الله، وقال السهيلي: جبريل سرياني ومعناه عبد الرحمن، كما جاء عن ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً، لكن الموقوف أصح، وذهبت طائفة إلى أن الإضافة في هذه الأسماء مقلوبة، فإيل هو العبد، وأوله: اسم من أسماء الله تعالى، والجبر عند العجم هو إصلاح ما فسد، وهي توافق معناه من جهة العربية، وقال العيني:"ورأيت في أثناء مطالعتي في الكتب أن اسم جبريل -عليه الصلاة والسلام- عبد الجليل، وكنيته: أبو الفتوح، واسم ميكائيل: عبد الرزاق وكنيته: أبو الغنائم".
على كل حال هذا مما طالعه العيني في بعض الكتب التي لا تعتني بذكر الأخبار بأسانيدها، ولا تحقق الصحيح من غيره، ومثل هذا لا فائدة من العناية به وتحقيقه وتمحيصه وإثبات الثابت منه، إنما يمرّ كما جاء. وفي جبريل تسع لغات نقلها العيني عن الزمخشري وابن الأنباري.
بعد هذا يقول:"فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -عليه الصلاة والسلام- كما قرأ"، وفي روايةٍ:(كما قرأه) بضمير المفعول أي القرآن، ولأبي ذرٍ عن الكشمهني يعني:(كما كان قرأ) والحاصل أن الحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية: تلاوته، والثالثة: تفسيره وإيضاحه، والحديث كما هو مخرج في صحيح البخاري مخرج أيضاً في صحيح مسلم، وجامع الترمذي وغيرهما.
طالب: أحسن الله إليك، يلاحظ في شرح ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري أنه يذكر حينما يذكر قطعة من الحديث دائماً يذكر الخلاف الموجود في نص الحديث، كقوله هنا في الحديث: قال: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [(١٦ - ١٧) سورة القيامة] قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه، وهنا قال: قوله: جمعه لك وصدرك، فهذه تتكرر دائماً.