بالنسبة للموضع الأول ما فيه إشكال، "كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس"، خبر كان، الموضع الثاني:"وكان أجودُ ما يكون في رمضان" أجود اسم كان، وخبرها محذوف وجوباً، على حد قولهم:(أخطب ما يكون الأمير قائماً) يعني إذا كان قائماً، النووي يقول:"يجوز في أجود الرفع والنصب، والرفع أصحّ وأشهر"، وابن حجر يرجح الرفع لوروده بدون كان عند المؤلف في الصوم، كونه يرد بدون كان مرفوعاً لا يرجح كونه منصوباً مع كان؛ لأن كان عامل مؤثر في الجملة، إذا وجد وجد الأثر، وإذا ارتفع ارتفع الأثر، والمعروف أن الرواية بالمعنى عند أهل العلم، بل عند الجمهور جائزة بشرطها المعروف أن يكون الراوي عارف بمدلولات الألفاظ، عالماً بما يحيل المعاني، فلعل هذا من تصرف الرواة، وعلى هذا لا يرجح ما في رواية برواية أخرى؛ لأنه إذا حذفت كان ارتفع عملها، وعرفنا أن معنى أجود الناس أكثر الناس جوداً، والجود هو الكرم، وهو من الصفات المحمودة، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس".