وفي الترمذي من حديث سعيد مرسلاً:((إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود)) وهو مرسل، ويروى من حديث سعد بن أبي وقاص وهو ضعيف، على كل حال الخبر فيه مقال، وله في حديث أنس رفعه:((أنا أجود ولد آدم، وأجودهم بعدي: رجل علم علماً فنشر علمه، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله)) وهذا أيضاً في سنده مقال، وفي الصحيح من حديث جابر: ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً فقال: لا، وهذا غاية في الجود، حين يلقاه جبريل -عليه الصلاة والسلام- إذ في ملاقاته زيادة في اطلاعه على علوم الله تعالى، لا سيما مع مدارسة القرآن، لا شك أن لقاء الصالحين مؤثر في النفس، ورؤيتهم مؤثرة، فلقاء الصالحين يزهد في الدنيا فإذا زهد الشخص في الدنيا، ورغب في الآخرة رخصت عنده الدنيا وما تتطلبه هذه الدنيا فينتج عن ذلك الجود، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يتضاعف جوده في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه -أي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وجوز الكرماني أن يكون الضمير المرفوع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمنصوب لجبريل، ورجح العيني الأول لقرينة قوله: حين يلقاه جبريل، في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن بالنصب مفعول ثاني، ليدارسه على حد: جاذبته الثوب، والفاء في (فيدارسه) عاطفة على (يلقاه) فبمجموع ما ذكر من رمضان ومدارسة القرآن وملاقاة جبريل يتضاعف جوده -عليه الصلاة والسلام-؛ لأن الوقت موسم الخيرات؛ لأن نعم الله تربو فيه على عباده.