وإن كان قد ينازع في هذا -رحمه الله تعالى-، فالإمام البخاري كما عرفنا يكرر الأحاديث مرات، وأحياناً يكرر الحديث في عشرة مواضع في عشرين موضعاً، فلو أنه كرره هذا الحديث في الحج وفي النكاح لكان أولى.
الإمام البخاري عرفنا أن من طريقته أنه يكرر الأحاديث، فأحياناً يقطع الحديث ويذكره في عشرين موضعاً، لكن لم يكن من عادته أن يكرر الحديث بلا فائدة، فلا يذكر الحديث بلفظه بسنده ومتنه من غير فرق إلا نادراً، لا بد إذا كرر الحديث أن يشتمل هذا التكرار على فائدة زائدة غير ما ذكر في الباب السابق، وغير ما ذكر فيما تقدم أو فيما سيأتي، كرر أحاديث يسيرة نحو العشرين في مواضع من كتابه دون تغييرٍ لألفاظها وأسانيدها، بل جاءت بلفظها في متونها وأسانيدها، وهذا قليلٌ جداً بالنسبة لحجم الكتاب.
يقول المختصِر:"لما كان الأمر كذلك أحببت أن أجرد أحاديثه من غير تكرار، وجعلتها محذوفة الأسانيد ليقرب انتوال الحديث من غير تعب"، ثم ذكر المختصِر منهجه أنه إذا أتى الحديث المتكرر يقول:"أثبته في أول مرة" يثبت الحديث في أول موضع من مواضعه، البخاري قد يذكر الحديث في عشرين موضع يذكره المختصر في الموضع الأول، "وإن كان في الموضع الثاني زيادةٌ فيها فائدة ذكرتها وإلا فلا".