للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العقوبة أن يسلط على الإنسان أضعف الأشياء، وأحقر الأشياء، "فبينما هم" بالميم وأصله (بين) فأشبعت الفتحة فصارت (بينا) ثم زيدت عليها الميم، وفي رواية: (فبينا) والمعنى واحد، و (هم) مبتدأ خبره "على أمرهم" مشورتهم التي كانوا فيها "أوتي هرقل برجلٍ أرسل به ملك غسان" بالغين المعجمة والسين المهملة المشددة، والملك: هو الحارث بن أبي شمر، وغسان ماءٍ نزل عليه قوم من الأزد فنسبوا إليه، ولم يسمَ الرجل ولا من أرسل به، "يخبر عن خبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فقال -كما عند ابن إسحاق-: خرج بين أظهرنا رجل يزعم أنه نبي، فقد اتبعه ناس وصدقوه وخالفه ناس فكانت بينهم ملاحم في مواطن وتركتهم وهم على ذلك"، "فلما استخبره هرقل" وأخبره بذلك، قال هرقل لجماعته: "اذهبوا فانظروا إلى الرجل أمختتن هو؟ " بهمزة الاستفهام، فتح المثناة الفوقية وكسر الثانية، "أم لا؟ فنظروا إليه" وعند ابن إسحاق: (فجردوه فإذا هو مختتن) "فحدثوه -أي حدثوا هرقل- إنه مختتن" "وسأله عن العرب" هل يختتنون؟ "فقال -أي الرجل-: هم يختتنون" وفي رواية: (مختتنون) "فقال هرقل: هذا -الذي نظرته في النجوم- ملك هذه الأمة" أي العرب، وفي رواية: (يملك) وليس المراد بذكر هذا هنا، تقويةً لقول المنجمين أو اعتماداً عليها، بل المراد أن البشارات به -عليه الصلاة والسلام- جاءت على لسان كل فريقٍ من إنسي وجني، يعني تظافرت عليه الأدلة.

المقدم: النسخة التي بين أيدينا -أحسن الله إليكم- فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر، وقد ذكرتم أنه قال: هذا الذي نظرته في النجوم.

لا لا، هذا شرح "فقال هرقل: هذا -أي الذي نظرتم في النجوم- ملك هذه الأمة" يعني طابق وواقع ما رآه، ولا شك أن أخبار المنجمين وأخبار الكهان قد تصدق، فمسترق السمع قد يسترق الكلمة ويلقيها على الكاهن، والكاهن يزيد عليها مائة كما جاء في الأخبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>