للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"فهل يترد أحد منهم سخطةً لدينه؟ " فمرةً عبر بالدين، ومرة عبر بالإيمان، فدل على أن الدين هو الإيمان، وفي سؤال جبريل سأل عن الإيمان والإسلام والإحسان ثم قال في النهاية: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)) فدل على أن البخاري -رحمه الله تعالى- دقيق الاستنباط حينما أورد هذا الحديث ليبين أن الإيمان والدين بمعنىً واحد، دقة متناهية.

الموضع الثالث: كتاب الشهادات باب من أمر بإنجاز الوعد، قال: حدثني إبراهيم بن حمزة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيد الله أن عبد الله بن عباس قال: أخبرني أبو سفيان فذكره مختصراً وفيه: "فزعمت أنه يأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد" يأمر بالوفاء بالعهد، وفيه أيضاً: فهل يغدر؟ والترجمة: باب من أمر بإنجاز الوعد، وجه تعلق الباب بالشهادات؟ أن وعد المرء كالشهادة على نفسه قاله الكرماني، الترجمة: باب من أمر بإنجاز الوعد، علاقة الوعد بالشهادات؟ الوعد والعهد وعدم الغدر، علاقتها بالشهادات؟ يقول الكرماني: أن وعد المرء كالشهادة على نفسه، إذا وعد لا بد أن يفي، كما أنه إذا تحمل شهادة لا بد أن يصدق في التحمل، ولا بد أن يؤدي كما سمع.

الموضع الرابع: في كتاب الجهاد، باب قول الله -عز وجل-: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [(٥٢) سورة التوبة] والحرب سجال، علاقة الحرب سجال بإحدى الحسنيين؟ لأنهم إن انتصروا، وهذه هي إحدى الحسنيين أديلوا على أعداءهم، وإن قتلوا أديل أعداؤهم عليهم وهي أيضاً إحدى الحسنيين، وحينئذٍ يتضح قول البخاري -رحمه الله-: "والحرب سجال" وهذه مأخوذة من حديث هرقل.

المقدم: وهي من قول أبي سفيان.

نعم، قال: حديثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله به فذكره مختصراً، وفيه: "فزعمت أن الحرب سجال ودول" قال ابن حجر: الغرض منه قوله فيه: "فزعمت أن الحرب بينكم سجال" أو دول، وقال ابن المنير: التحقيق أنه ما ساق حديث هرقل إلا لقوله: "وكذلك الرسل تبتلى" ثم تكون لهم العاقبة، قال: فبذلك يتحقق أن لهم إحدى الحسنيين إن انتصروا فلهم العاجلة والعاقبة، وإن انتصر عدوهم فللرسل العاقبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>