الآن الرابط بين حديث جبريل وسؤاله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان وبين حديث هرقل قال: أنه سمى الدين أو سمى الإيمان دين في الأمرين، ولذا قال: ومقصود البخاري في قصة هرقل أنه سماه ديناً، وإيماناً، وهناك:((أتاكم جبريل يعلمكم دينكم)) ثم قال النووي: وفي الاستدلال بها إشكال؛ لأنه كافر فكيف يستدل بقوله؟ وقد يقال: هذا الحديث تداولته الصحابة -رضي الله عنهم- وسائر العلماء ولم ينكروه بل استحسنوه والله أعلم.
وقال ابن حجر في الاستدلال بقوله: وهو كافر، فالجواب أنه ما قاله من قبل اجتهاده، وإنما أخبر به عن استقراءه من كتب الأنبياء كما قررناه فيما مضى، وأيضاً فهرقل قاله بلسانه الرومي، وأبو سفيان عبر عنه بلسانه العربي، وألقاه إلى ابن عباس وهو من علماء اللسان، فرواه عنه ولم ينكره، فدل على أنه صحيح لفظاً ومعنى، يقول ابن حجر متعقباً كلام النووي، النووي يقول: الصواب إثبات كلمة (باب) لأنه لا علاقة بقصة هرقل مع الترجمة السابقة، التي هي إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم لكن باب سؤال جبريل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان والإسلام والإحسان يقول: ما له ارتباط لا بد أن يفصل بينهما بباب، نذكر أننا تكلمنا على الباب بلا ترجمة، وأنه بمنزلة الفصل من الباب السابق، وأنه له تعلق وارتباط وثيق به، هنا يقول ابن حجر:"نفي التعلق لا يتم هنا على الحالتين؛ لأنه إن ثبت لفظ باب بلا ترجمة فهو بمنزلة الفصل من الباب الذي قبله فلا بد له من تعلق به، وإن لم يثبت فتعلقه به متعين" يعني جزء من الباب، يعني الحديث في الباب، لكنه يتعلق بقوله في الترجمة: جعل ذلك كله ديناً، ووجه التعلق أنه سمى الدين إيماناً في حديث هرقل فيتم مراد المؤلف بكون الدين هو الإيمان، أين سمى هرقل الدين إيمان؟ انظر في المتن؟
المقدم: قال: فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتمّ، وقال أيضاً في موضعٍ آخر: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.