((أن لا إله إلا الله)) (أن) بالفتح مخففة من المثقلة، ولهذا عطف عليه ((وأن محمداً رسول الله)) لا: نافية للجنس، إله: مبني على الفتح اسم لا، وخبره محذوف تقديره: معبود بحق، وإلا: حرف استثناء، ولفظ الجلالة مرفوع على البدلية من الضمير في الخبر، والحصر يستفاد من هذا التركيب من حصر الصفة وهي الألوهية في الموصوف وهو الله -سبحانه وتعالى-، ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله -سبحانه وتعالى-، وأن محمداً بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر.
((وإقام الصلاة)) أي: المداومة عليها.
المقدم: لكن عفواً يا فضيلة الشيخ، الآن اعتبرت خمس هل معنى ذلك أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله تعتبر واحدة لتلازمهما؟
نعم، لا يمكن أن يشهد أن لا إله إلا الله شهادة حق ويعترف ويقر وهو مكذب لرسوله ولا يشهد برسالته، كما أنه لا يمكن أن يشهد أن لا إله إلا الله وهو مقر ومعترف بأن محمداً رسول الله لا بد من التلازم.
((وإيتاء الزكاة)) المراد بذلك إخراج جزء من المال محدد على وجه مخصوص، يُعطى لمستحقه ممن سمى الله -سبحانه وتعالى-، والحج إلى بيت الله الحرام مع الاستطاعة.
((وصوم رمضان)) هكذا جاء ترتيب الأركان الخمسة، واعتمده الإمام البخاري في صحيحه، فقدم الحج على الصيام، ولعله رجح الرواية التي فيها تقديم الحج على الصيام بما ورد من الوعيد الشديد بالنسبة لمن استطاع الحج ولم يحج، إضافة إلى قوله -سبحانه وتعالى-: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [(٩٧) سورة آل عمران] مما لم يأتِ مثله في ترك الصوم، لكن الجمهور اعتمدوا تقديم رواية الصيام على الحج، ورتبوا كتبهم على هذا الأساس.