الأول هنا في كتاب الإيمان، وتقدمت ترجمته مع المناسبة، والموضع الثاني: في كتاب التفسير: باب: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [(١٩٣) سورة البقرة] وقال الإمام البخاري: وزاد عثمان بن صالح عن ابن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري أن بكير بن عبد الله حدثه عن نافع أن رجلاً أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن ما حملك على أن تحج عاماً وتعتمر عاماً، وتترك الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، وقد علمت ما رغب الله فيه؟ قال: يا ابن أخي بني الإسلام على خمس إيمان بالله ورسوله والصلوات الخمس ... الحديث.
يقول الإمام البخاري: وزاد عثمان بن صالح عن ابن وهب قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، قد يقول قائل: إن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- روى عن مبهم، والمبهم مجهول، فكيف يروي عن مجهول، لا مانع أن يروي عن مبهم، بل عن ضعيف إذا قرن بثقة، ولذا خرج البخاري لبعض من رُمي بضرب من التجريح الخفيف إذا قُرن بآخر، ونجد في كتب التراجم يقولون: روى له البخاري، وخرج له البخاري مقروناً، لو حذف فلان ما ضر، ما يضر الإسناد؛ لأنه يعتمد حينئذٍ على حيوة بن شريح، والإمام البخاري -رحمه الله تعالى- قد يروي الحديث عن ثقة وضعيف، ما هو ثقة عن ضعيف، لا، ثقة وضعيف، فيحذف الضعيف ويبقي الثقة، كما روى عن مالك وابن لهيعة، حذف ابن لهيعة واقتصر على مالك، وهذا ليس من تدليس التسوية؛ لأنه لا اعتماد على هذا الضعيف، وهنا لا اعتماد على هذا المبهم، إنما عمدته الراوي المسمى وهو من رجاله.
المقدم: نعم، أحسن الله إليكم هناك بعض المسائل إذا أذنتم، قبل قليل ذكرتم كلاماً للإمام النووي -رحمه الله- يُفهم منه أن البخاري يرى أن الإسلام هو الإيمان، وبالتالي أدرج حديث ابن عمر هذا:((بني الإسلام على خمس)) في كتاب الإيمان، فكأنه يرى أن الإيمان والإسلام شيء واحد؟