نعم هذا ظاهر من تصرف الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في الأبواب اللاحقة، وهو أيضاً مستفيض عنه فيما نقله أهل العلم، وكذلك عن محمد بن نصر المروزي مما يرى من أهل السنة والجماعة أن الإيمان والإسلام معناهما واحد، وإن كان الجمهور على خلاف ذلك، وأن الإيمان أخص، لكن إذا افترقا كما يقول أهل العلم: اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا، فكل واحد منهما حقيقة إذا اجتمعا، إذا عطف الإسلام على الإيمان أو العكس كما جاء في حديث جبريل يخص هذا بحقيقة وذاك بحقيقة، لكن إذا أطلق لا شك أن الإسلام الذي الممدوح أهله، إذا مدح المسلم لا شك أن المراد به المؤمن، كما أنه إذا جاء ذكر المؤمن لا شك أن المسلم يدخل فيه على انفراده، لكن إذا عطف أحدهما على الآخر صار لكل واحد منهما حقيقة.
المقدم: هل الإمام البخاري -رحمه الله- أيضاً يحتج بقوله تعالى:{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [(٣٥) سورة الذاريات] على اعتبار أنه ذكر الإيمان والإسلام وبالتالي بينهما ترادف؟
هذا رأيه -رحمه الله-، القول بالترادف وسيأتي إيضاح ذلك، وبيانه في الأبواب اللاحقة، وكلها تدل على هذا -إن شاء الله تعالى-.
المقدم: أيضاً -أحسن الله إليكم- في حصر الأركان في هذه الخمسة ربما بعض الناس يرد عليه أن هناك أركان أخرى مثل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعضهم يقول: إن هذه الأركان إنما كانت في أول الإسلام كما ذُكر عن ابن بطال وغيره، وبعد ذلك فرضت شريعة الجهاد فهي ركن، حول هذا الموضوع إذا تكرمتم.