يقول القسطلاني: هل المراد حقيقة العدد أو المبالغة؟ قال الطيبي: الأظهر أن المراد أو إرادة المعنى تكثير، ويكون ذكر البعض للترقي، يعني أن شعب الإيمان أعداد مبهمة، ولا نهاية لكثرتها، ولو أراد التحديد لم يبهم، وقال آخرون: المراد حقيقة العدد، ويكون النص وقع أولاً على البضع والستين لكونها الواقع، ثم تجددت العشر الزائدة فنص عليها، يقول النووي: وقد بين النبي -عليه الصلاة والسلام- أعلى هذه الشعب وأدناها، كما ثبت في الصحيح من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) فبين -صلى الله عليه وسلم- أن أعلاها التوحيد المتعين على كل مكلف، والذي لا يصح غيره من الشعب إلا بعد صحته، وأن أدناها ما يندفع به ضرر المسلمين، وبقي بينهما تمام العدد، فيجب علينا الإيمان به، وإن لم نعرف أعيان جميع أفراده، كما نؤمن بالأنبياء والملائكة -صلوات الله وسلامه عليهم-، وإن لم تعرف أعيانهم وأسماؤهم.
وقد صنف العلماء في تعيين هذه الشعب كتباً كثيرة، من أغزرها فوائد، وأعظمها جلالة كتاب: المنهاج في شعب الإيمان لأبي عبد الله الحليمي، وهو كما قال النووي: من أعلام الإسلام، ثم حذا الإمام الحافظ ...
المقدم: مطبوع يا شيخ أحسن الله إليك؟
أيه، مطبوع في ثلاثة مجلدات، مطبوع، لكنه بحاجة إلى خدمة، مطبوع في ثلاثة مجلدات، وهو ما يزال بحاجة إلى خدمة، وهو كتاب نفيس، لا يستغني عنه طالب علم، ثم حذا الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي حذوه حذو الحليمي، وزاد عليه وأتى من التحقيق والفرائد بما لا مزيد عليه، في كتابه الحافل:(شعب الإيمان) فرحمهم الله تعالى.