ثبت للبخاري وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا له، توفي -رضي الله عنه- بالبصرة سنة ثلاث وتسعين عن مائة وثلاث سنين الحديث ترجم عليه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- بقوله:(باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه) يقول الكرماني: قدم لفظ الإيمان قال: (باب من الإيمان) بخلاف أخواته حيث يقول في الباب الذي سيأتي: (باب حب الرسول من الإيمان) هنا قال: (باب من الإيمان أن يحب) وفي الباب الذي يليه: (باب حب الرسول من الإيمان) وقال: (إطعام الطعام من الإيمان) فقدم لفظ الإيمان إما للاهتمام بذكره، وإما للحصر فكأنه قال: المحبة المذكورة ليست إلا من الإيمان تعظيماً لهذه المحبة، وتحريضاً عليها، قال ابن حجر: وهو توجيه حسن إلا أنه يرد عليه أن الذي بعده أليق بالاهتمام، هذا الباب (باب من الإيمان أن يحب لأخيه) والذي بعده (باب حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان) يقول: يرد عليه أن الذي بعده أليق بالاهتمام، يعني: فرق بين محبة الرسول وبين محبة أخيه، فالظاهر أنه أراد التنويع في العبارة، ويمكن أنه اهتم بذكر حب الرسول فقدمه والله أعلم.