يقول العيني: قلت: الذي ذكره -يعني: ابن حجر- لا يرد على الكرماني، وإنما يرد على البخاري حيث لم يقل:(باب من الإيمان حب الرسول) ولكن يمكن أن يجاب عنه بأنه إنما قدم لفظة حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إما اهتماماً بذكره أولاً، وإلا استلذاذاً باسمه مقدماً؛ ولأن محبته هي عين الإيمان، ولولاه ما عرف الإيمان، تَعَقُب ابن حجر على الكرماني ظاهر؛ لأنه قال في الترجمة التي معنا: إنما قدم "من الإيمان" للاهتمام (باب من الإيمان أن يحب لأخيه) الاهتمام وإرادة الحصر؛ لأن تقديم المسند على المسند إليه يفيد الحصر، تقديم المسند "من الإيمان أن يحب" كأنه قال: من الإيمان محبة المسلم لأخيه ما يحب لنفسه، فالتقديم والتأخير هنا يفيد الحصر، وهذا ما أشار إليه الكرماني، وهنا تعقبه الحافظ قال: هو توجيه حسن، لا شك أنه لو لم يرد إلا هذه الترجمة لكان التوجيه حسناً إلا أنه يرد عليه أن الذي بعده أليق بالاهتمام والحصر معاً، وهو محبة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وهو قوله:(باب حب الرسول من الإيمان) فالظاهر أنه أراد التنويع، ويمكن أنه اهتم بذكر حب الرسول فقدمه والله أعلم.