وقال الكرماني: فإن قلت: لِمَ استعمل لفظ الشهادة بـ"على" لا باللام، أشهد لابن عباس أو أشهد لرسول الله، لم استعمل الشهادة بـ"على" لا باللام؟ تقول: شهدت له أو شهدت عليه؟ الآن ابن عباس يشهد للرسول أو يشهد على الرسول؟
يشهد له أنه فعل وبلغ، وعطاء يشهد لابن عباس أنه شهد وبلغ, أو يشهد عليه؟ لماذا عبر بـ"على" لا باللام؟ هذا كلام الكرماني، ومر بنا مراراً أن الكرماني يورد أسئلة ثم يجيب عنها.
كأن الكرماني يقول: الأصل أن يقول أشهد "لِ" ما دام أورد هذا للإشكال.
هذا الأصل الآن هو يشهد لابن عباس أو على ابن عباس؟
لابن عباس.
أنه بلغ ما سمع وما رأى فهي شهادة له، وابن عباس يشهد للنبي -عليه الصلاة والسلام- أنه فعل هذا، قلت: ذلك أيضاً لزيادة التأكيد في وثاقته؛ لأنه يدل على الاستعلاء بالعلم على خروجه -صلى الله عليه وسلم- لأن الذي ينظر إلى الشيء من جهة العلو يدل على أنه متمكن من الإحاطة به, بينما الذي ينظر إليه لا من جهة العلو قد يخفى عليه بعض أموره وأحواله، فالتعبير بـ"على" هنا لزيادة التأكيد في وثاقته قال: لأنه يدل على الاستعلاء بالعلم على خروجه -صلى الله عليه وسلم- يقول الجوهري: الشهادة خبر قاطع، يقال منه: شهد الرجل على كذا، شهد الرجل على كذا، فدل على أن الاستعمال هنا لـ"على" لغوي، قول الجوهري في صحاحه، الشهادة خبر قاطع، يقول: ومنه شهد الرجل على كذا، لكن هذا على إطلاقه؟ الشهادة التي تؤدَّى إما أن تكون لفلان، أو على فلان، إما أن تكون لفلان، أو على فلان، وقد تكون الشهادة لفلان على فلان، يشهد زيد بأن لعمروٍ ديناً على بكر، فهي شهادة لشخص على شخص، فكلام الجوهري، وإن شهد لما رجحه الكرماني لكنها ليست مطردة، فالشهادة لصاحب الحق على خصمه، فهناك شاهد ومشهود له، ومشهود عليه، فلا. . . . . . . . . بكلام الجوهري، وإنما المفهوم من كلام الجوهري لغوي، ويقال منه شهد الرجل على كذا، لكن أيش علاقة المشهود عليه هنا بالحديث؟ هل هو أولى من المشهود له؟ لكن ما أورده الكرماني وجيه، من جهة التأكيد. . . . . . . . . .