ويروي بعضهم عن بعض وهكذا، وكم في رحلاتهم إلى هذه المشاعر من فوائد علمية عظيمة، نعم، يعني لو أخذنا مثال رحلة ابن رشيد، يعني رحلة في خمسة أسفار، مملوءة بالفوائد العلمية اسمها:(ملئ العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى مكة وطيبة) يعني التقى بالعلماء في طريقه كله، ولا شك أن الرحلات فيها فوائد كثيرة، لكن بعضها هي متفاوتة، يعني على أقدار المؤلفين وقدراتهم، بعض الرحلات لا قيمة لها، بل بعضها ضار، يعني لا يعني أن كل الرحلات فيها فوائد، نعم فيها متعة من جهة، لكن يبقى أن بعض الرحلات بعض الرحالة، يعنى بأمور حقيقة إماتتها أفضل من ذكرها، وقد يرتكب في رحلاته بعض المخالفات، فيسطر هذه المخالفات، ويشهد الناس عليها، وهذا موجود في المتقدمين والمتأخرين، يعني رحلة ابن بطوطة مشحونة بالأمور المخالفة لتوحيد الإلهية، لا يعني أننا إذا مدحنا هذه الرحلات أن الرحلات كلها نافعة، لا، لكن رحلات أهل العلم، أهل الورع أهل التقى لا شك أنها نافعة.
الساسة أيضاً لهم نصيبهم من هذه المنافع، بحيث يبحثون ويتباحثون ما يصلح شئون رعاياهم، وللعامة أيضاً ما يناسبهم من منافع، ولذلك جاءت المنافع نكرة، ونكرة في سياق الامتنان، فدلت على عموم هذه المنافع.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بعلمكم، ولعلنا نكتفي بهذا، على أن نعد الإخوة والأخوات -بإذن الله- أن نستكمل ما تبقى من شرح هذا الحديث في كتاب الحج في حلقة قادمة.
أيها الإخوة والأخوات كنا وإياكم مع صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، شرح بداية حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في كتاب الحج من كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح.
نستكمل -بإذن الله- في حلقة قادمة، وأنتم على خير، شكراً لطيب متابعتكم.