إيه له، له، مكثر -رحمه الله-، وهو صاحب تحرير، والكتاب على اسمه، نعم.
قوله:{لِيَشْهَدُوا} [(٢٧) سورة الحج] يتعلق بقوله: {يَأْتُوكَ} [(٢٧) سورة الحج] فهو علة لإتيانهم الذي هو مسبب عن التأذين بالحج، فآل إلى كونه علة في التأذين بالحج.
ومعنى {لِيَشْهَدُوا} [(٢٧) سورة الحج] ليحضروا منافع لهم، أي: ليحضروا فيحصلوا منافع لهم، إذ يحصل كل واحد ما فيه نفعه، وأهم المنافع ما وعدهم الله على لسان إبراهيم -عليه السلام- من الثواب، فكنى بشهود المنافع عن نيلها، ولا يعرف ما وعدهم الله ذلك بالتعيين، وأعظم ذلك اجتماع أهل التوحيد في صعيد واحد ليتلقى بعضهم عن بعض ما به كمال إيمانه.
وتنكير منافع للتعظيم المراد منه الكثرة، وهي المصالح الدينية والدنيوية؛ لأن في مجمع الحج فوائد جمة للناس لأفرادهم من الثواب، والمغفرة لكل حاج، يعني بشرطه، مع انتفاء المانع، لا شك أن الحج سبب للمغفرة، لكن لا بد مع وجود الشرط والسبب انتفاء المانع؛ لئلا يعتمد على مثل هذا؛ لأن بعض الناس يضمن أنه حج خلاص رجع من ذنوبه، لا يلزم، قد يتلبس بمانع يمنع من قبول حجه، ولمجتمعهم؛ لأن في الاجتماع صلاحاً في الدنيا بالتعارف والتعامل. انتهى كلامه -رحمه الله-.
أقول: للعلماء من هذه المنافع أوفر الحظ والنصيب، حيث يلتقون من أقطار الأرض، العلماء من المشرق ومن المغرب، ومن كافة الأقطار والأقاليم، حيث يلتقون من أقطار الأرض، ويبحثون ويتباحثون ما يشكل عليهم من مسائل علمية، ويروي بعضهم عن بعض، يعني بعض الناس ما يتيسر له أن يرحل من المشرق إلى المغرب والعكس والرحلة معروفة عند أهل العلم.
المقدم: ولذلك يلقى بعضهم بعضاً في الحج.
في الحج.
المقدم: ويروي بعضهم عن بعض.
ويروي بعضهم عن بعض، ويتباحثون بعض المسائل، وعند بعضهم إشكالات، وعند الآخر إشكالات ليست عند الآخر، وتتلاقح الأفكار في مثل هذه الاجتماعات الطيبة.