الفضل كأنه فهم أيضاً من القصة هذا، جاء يعرضها للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وفهم من حال النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه ليس له بها حاجة، فجعل ينظر إليها علها أن تقع في نفسه، ويقع في نفسها فيتزوجها، كما جاء في قصة الواهبة لما صعد النبي -عليه الصلاة والسلام- النظر فيها وصوبه.
المقدم: قيل: يا رسول الله إن لم يكن لك بها بك حاجة فزوجني.
قال صحابي من الصحابة: إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها.
لكن ماذا عن باقي القصة؟ هل تزوجها الفضل أو لم يتزوجها؟ ما ذكر، والذي يغلب على الظن أنه ما تزوجها؛ لأنه لو تزوجها نقلت، وقد يكون الرد من قبل أبيها، قد طمع بأمر عظيم وهو مصاهرة النبي -عليه الصلاة والسلام- فلا يقنع بدونه.
"وجعلت ألتفت إليها، ويأخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- برأسي فيلويه" فعلى هذا فقول الشابة: إن أبي لعلها أرادت به جدها؛ لأن أباها كان معها، وكأنه أمرها أن تسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- ليسمع كلامها، ويراها، رجاء أن يتزوجها، فلما لم يرضها سأل أبوها عن أبيه، ولا مانع أن يسأل أيضاً عن أمه؛ لأنه جاء في بعض الروايات أن الرجل سأل عن أمه، وهذه البنت سألت عن أبيها، فتكون سألت عن جدها، والأب سأل عن أمه فتلتئم الروايات.
يقول ابن حجر: تحصل من هذه الروايات أن اسم الرجل حصين بن عوف الخثعمي.
والكلام له بقية.
المقدم: إذاً لعلنا -إن شاء الله- نستكمل ما تبقى من هذا الموضوع، خصوصاً أن ثمة أسئلة في هذه القضية، نرجئها مع الإخوة والأخوات بإذن الله في الحلقات القادمة لاستكمال هذا الحديث.
أيها الإخوة والأخوات كان هذا هو صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، نلقاكم -بإذن الله- لاستكمال حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في إرداف الفضل بن العباس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حلقة قادمة -بإذن الله- وأنتم على خير.