قال البخاري -وبعضهم يجعلها من المرفوع-: "ولا تغتروا" أي لا يغتر بمثل هذه النصوص، وإلا فما الفائدة من نصوص الوعيد؟! وما الفائدة من ترتيب الحدود على هذه المعاصي؟ لا بد من التنبه لمثل هذا، فلا يسترسل الإنسان في منكراته وجرائمه، ويقول: ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع يكون ولدته أمه)) ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) كيف توفق لحج مبرور وأنت مبيت مثل هذه النية؟
المقدم: الله المستعان.
وبعض الناس يقول: الحج في مثل هذه الظروف التي نعيشها لا يزيد على أربعة أيام.
المقدم: يروحون يوم عرفة.
يوم عرفة والعيد.
المقدم: وإحدى عشر واثنا عشر ويرجع.
ويرجع، أربعة أيام، ويقول أيضاً، بل تمنيه نفسه أنه سوف يطبق هذا الحديث، وهو طول العام كلامه في الرفث والفسق واللغو والقيل والقال، يقول: أربعة أيام نستطيع أن نحفظ هذه الأيام الأربعة.
المقدم: بعضهم يا شيخ جعلها ثلاثة، يسمونه الحج الخفيف، وهذا يعلن عنه مع كل أسف.
هذا يمكن.
المقدم: يمشون يوم عرفة يا شيخ في الليل.
بعد صلاة. . . . . . . . . نعم بالليل.
المقدم: بالليل.
ويدركون الوقوف قبل طلوع الصبح.
المقدم: فيقف قبل طلوع الصبح من ليلة النحر.
يدركون الوقوف.
المقدم: بدقائق، معناها أنه ما مكث إلا اليوم العاشر، ويوم الحادي عشر يوم الثاني عشر ظهراً يرمي ويمشي، يعني يومين ونصف تقريباً.
إيه، لكن هل البر بالإيضاع؟
المقدم: أبداً، لكن أنا. . . . . . . . .
البر بالاقتداء.
المقدم: صحيح، في معرض الحديث عن هؤلاء الذين جعلوا الحج مثل هذا التساهل مع الأسف ...
البر بالاقتداء بلا شك، وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: ((خذوا عني مناسككم)) وقد فعل -عليه الصلاة والسلام- الحج الكامل، بشروطه وأركانه وواجباته وسننه، وبعض الناس يتخفف، السنن يتجاوز فيها كثير من الناس، فلا يحاولون تطبيقها؛ لأنها لا وزر فيها، وأمرها أسهل من الواجبات، والواجبات أسهل من الأركان، لكن يبقى أن الإنسان عليه أن يقتدي {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} لمن؟
المقدم: {لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [(٢١) سورة الأحزاب].