نعم، أما من يريد أن يقول: حججت، أو يقول: حجي ما كلف كذا، ما أخذ منا ولا ثلاثة أيام، ويحضر قبل الناس في المجالس يتحدث أنا أخر من وصل، وأول من قدم، هذه حقيقة مرة إن كان هذا هدف لبعض الناس، والله المستعان.
المقدم: الحكم على الحديث إذن يا شيخ؟
أي حديث؟
المقدم: الأخير، حديث المرداس.
إذن ما دام فيه راو مجهول، ولا يعرف فيه جرح ولا تعديل كما يقول كثير في كتب الرجال.
المقدم: إذن هذا خروج الحافظ عن قاعدته.
ضُبط عليه بعض الأحاديث، لا سيما في ما يستروح إلى القول به، هو بشر، يكفيه أنه جمع هذا الديوان العظيم، وكفى به مفخرة، لكن هو بشر على كل حال، والاعتماد أيضاً على فضل الله -جل وعلا- له أصل، يجعله يندرج تحت أصل عام، وهو عموم فضل الله -جل وعلا-، ورحمته التي وسعت كل شيء، لكن مع ذلك الحديث فيه ضعف.
والحديث -حديث أبي هريرة- خرجه الإمام البخاري في ثلاثة مواضع: الأول هنا في كتاب الحج، في باب فضل الحج المبرور:
قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا سيار أبو حكم قال: سمعت أبا حازم قال: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول، وسبق ذكر المناسبة، المناسبة ظاهرة وإلا ما هي بظاهرة؟
المقدم: بلى.
ترتيب الثواب العظيم يدل على مزيد الفضل.
المقدم: الفضل، نعم.
وسبق ذكر المناسبة.
يقول هنا: سمعت أبا حازم، يكثر ذكر أبي حازم، وهما اثنان: أحدهما يروي عن أبي هريرة، والأخر يروي عن سهل بن سعد، فالذي يروي عن أبي هريرة اسمه: سلمان، وذاك سلمة بن دينار الزاهد المعروف، الموضع الثاني في كتاب المحصر.
المقدم: يا دكتور قبل الموضوع الثاني، أشرنا إلى أن الشاهد واضح في فضيلة الحج، فضله.
بلا شك؛ لأنه رتب عليه هذا الثواب العظيم.
المقدم: وكونه الحج مبرور في الحديث الأول جاء نصاً ((حج مبرور)) فالحج المبرور مطابق لترجمة، وهنا ألا يمكن أن نقول: إنه أيضاً جاء بالمعنى أنه حج مبرور؟
الذي لم يرفث ولم يفسق، الذي لا يخالطه الإثم.
المقدم: ليس فيه رفث ولا فسوق.
المعنى واحد.
المقدم: فهو حج مبرور.
يستحضر فيه ما استحضر في الحديث السابق.
المقدم: نعم.