للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو يرى أن إخراجها إلى التنعيم لا لأن الإحرام يجب من التنعيم، وإنما لتدخل محرمة كصواحباتها من الحل إلى الحرم، تأتي بعمرة مستقلة أحرمت لها من الحل، هذا كلامه، لكن يقول: فإنه يحتمل أن معناها إنما أرادت أن تشابه الداخلين من الحل إلى مكة بالعمرة، ولا يدل على أنها لا تصح العمرة إلا من الحل لمن صار في مكة، ومع هذا الاحتمال لا يقاوم حديث الباب، حديث الباب صريح، وهذا احتمال، لكن من جهة أخرى أن حديث الباب عام، وحديث الأمر بخروجها إلى التنعيم ...

المقدم: خاص.

خاص، أقول: عندي أن خبر عائشة من أقوى الأدلة للجمهور؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- لا يمكن أن يحبس صحابته انتظاراً لعائشة مع كونها يجزئها أن تحرم من مكانها، هذه المسألة بعد حج بعد أداء نسك، بعد تعب.

المقدم: والناس يتشوفون للذهاب.

نعم، ويحبسهم إلى آخر الليل ينتظرون عائشة تحرم من التنعيم وليس هذا بواجب! يعني يكفيها أن يجبر خاطرها أن تأتي بعمرة، كونهم أحرموا من الميقات لعمرتهم هي أحرمت من الميقات لحجها، يعني دخلت مكة محرمة، يبقى الفرق بين صنيعها وصنيعهم أنها غيرها من صواحباتها أتينا بعمرة مستقلة، وهي أتت بعمرة داخلة في الحج؛ لأنها لما حاضت ...

المقدم: قال: ((افعلي كما يفعل الحاج)).

نعم ((غير ألا تطوفي بالبيت)) وضاق عليها الوقت فأدخلت الحج على العمرة، فصارت قارنة، فهي تريد أن تأتي بعمرة مستقلة كصواحباتها، أما كونها تحرم من الحل، وتدخل الحرم محرمة هي فعلت ذلك مثل صواحباتها، ولا فرق بين فعلها وفعلهم، إنما الذي جبر به خاطرها كونه أنتظرها لتأتي بعمرة، أما كونه -عليه الصلاة والسلام- يخرجها إلى الحل هذا يدل ...

المقدم: هذا يدل ....

هذا يدل على أنه لا بد منه.

أقول: ويكفي في جبر خاطرها وتطييبه أن تأتي بعمرة مفردة كصواحباتها، ولما حبس نفسه -عليه الصلاة والسلام- وصحابته علم أن ذلك أمر لا بد منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>