وأتهم دخل في تهامة، لكن هذه الحدود لا شك أنها معروفة حدودها عند أهلها، لكن الذي يتحدث عنها من غير أهلها، مثل ياقوت في معجم البلدان يقول مثل هذا الكلام، يعني: يحدد نجد بين مثل ما قالوا هنا، التي أعلاها تهامة واليمن، وأسفلها الشام والعراق، حتى بعضهم يجعل الطائف من نجد، المقصود أن هذه أمور أمرها يسير، وكانت تحديداتهم ليست مبنية على الدقة، ومسافاتهم بالمراحل، مرحلتين، ثلاث مراحل.
"قرن المنازل" المنازل بلفظ جمع المنزل، وقرن المنازل من المتضايفين، قرن مضاف، والمنازل مضاف إليه، اسم المكان، ويقال: قرن بلا إضافة، وهو بإسكان الراء بعدها نون، وضبطه الجوهري في صحاحه بفتح الراء، وغلطوه، يعني: أخطأ هنا الجوهري فقال: قرَن، وجعل منه أويس القرَني، فأخطأ في أمرين: في الضبط.
المقدم: وفي النسبة.
وفي النسبة، قرَن قبيلة.
وغلطوه، وبالغ النووي فحكى الاتفاق على تخطئته في ذلك، لكن حكى القاضي عياض عن القابسي: أن من قاله بالإسكان أراد الجبل، ومن قاله بالفتح أراد الطريق، والجبل المذكور بينه وبين مكة مرحلتان، وهناك قرن أخر يقال له: قرن الثعالب، ذكر الفاكهي في أخبار مكة أن قرن الثعالب جبل مشرف على أسفل منى بينه وبين مسجد منى ألف وخمسمائة ذراع، يعني ما يقرب من كيلو إلا ربع، وقيل له: قرن الثعالب لكثرة ما كان يأوي إليه من الثعالب، وليس من المواقيت، وقد غلط صاحب المصباح حيث قال: وقرن بالسكون ميقات أهل نجد، وهو جبل مشرف على عرفات، ويقال له: قرن المنازل وقرن الثعالب، المصباح لمن؟ المصباح المنير؟ نقلنا عنه كثيراً.
المقدم: أيه.
نعم.
المقدم: المصباح المنير.
نعم، هذا موضوع الكتاب غريب كتاب الرافعي شرح الوجيز، قلنا مراراً: إن الفقهاء لهم عناية بغريب كتبهم.
المقدم: نعم، نعم.
نعم، النووي ألف تهذيب اللغات في تهذيب الأسماء وتهذيب اللغات، وهذا ألف المصباح المنير، والبعلي ألف المطلِع على أبواب المقنع، المطرزي ألف المغرب تبع الحنفية، وهكذا، هذا في غريب الرافعي الكبير، ويقال له: قرن المنازل وقرن الثعالب.